بقلم : محمد جواد الدخيلي
يقول سيمونيدس “إن الرسم شعر صامت.. والشعر تصوير ناطق..” لكل مشهد جانب بصري و أدبي، و تنمية الذائقة الفنية و الأدبية بدمجها يعد (فناً)، فقد ظهر في الآونة الاخيرة في العراق مشروع الانتخابات تحت مسمى (فن الانتخابات) كيف تسيطر القوة الحاكمة على الانتخابات البرلمانية متناسين مشروع الديمقراطية الذين ضحكوا على ذقوننا به لسنوات ذلك الشعب الذي تحمل الويلات والعذابات في جميع الازمنة لذا نرى انتهت لعبة الانتخابات، وماذا سيحصل بعدها… هل هناك تغيير فعلي ام سيبقى الحال كما هو عليه….
لست بصدى النتائج كون المتسلطين هم الذين يرسمون خارطة الانتخابات لأنهم مهرة لذلك نرى المفوضية العليا لانتخابات تحت مطرقة الاحزاب والكتل السياسية يريدون مايخططون إليه وليس قررته صناديق الاقتراع، هذا أمر، إما الامر الثاني عزوف ما بين 65 % و60 % لم يدلوا ابصواتهم لأنهم غير مقتنعين فيها وهذا ما يقلق إليه القلب على واقعنا المزري ولا ندري أين تذهب فينا الهواية في البلاد .. عندما افرزت الاصوات حسب النتائج المفوضية للانتخابات عن فوز قائمة النصر على 65 مقعداً و قائمة سائرون 52 مقعداً و قائمة الفتح 25 مقعداً، والديمقراطي الكردستاني 25 مقعداً و القائمة الوطنية 29 مقعداً، و الحكمة 10 مقاعد .. سنرى ستكون مشادادت مابين الكتل في سبيل المحاصصات ما بينهم، إذن ماذا تغير في وضع العراق ؟! بحاجة إلى تغيير في الدستور العراقي فرض القانون بعيداً عن تدخلات سياسية من اجل عودة سيادة العراق وكرامة المواطن . وما يعنينا هنا، هو سؤال ملّح يقض مضجع الشعب العراقي، وسط صراعات نفوذ امريكية – ايرانية، وصراعات إقليمية إيرانية –عربية – تركية، وكل يعمل لتنفيذ مشروعه ومصالحه في العراق، في مرحلة دقيقة وحرجة،هي مرحلة ما بعد القضاء على داعش، والسؤال هو كيف سيكون أزاء كل هذه الصرعات مستقبل العراق، بكل تأكيد ننظر الى الانتخابات، على إنها الفرصة الاخيرة للشعب العراقي، كي يتخلص من النفوذ والهيمنة الايرانية وأحزابها ومريديها وميليشياتها، التي أحرقت العراق وحوّلته ولاية لحسابات ومصالح اجندات خارجية تابعة لها وهي فرصة لاتتكرر لاحقا، وسط فوضى الحروب في الشرق الاوسط، ويذهب لاختيارمن يعول عليه، ويخلصه من جميع انواع الاحتلالات والنفوذ مهما كان شكله ولونه، ويتوحد مع ذاته ليكون شعبا يضرب به المثل،من الوعي واستشعار الخطر، وتفويت الفرصة على المتربصين بمستقبل العراق،رغم الخراب والدمار الذي حلّ به، جرّاء من يدّعي الحرص على شعب العراق،ونسيجه ووحدته وحضارته ومستقبله، إن الانتخابات وكما نقرأها ستفرز واقعا عراقيا جديدا، بمفاجآت سياسية قد لايتوقعها الاخرون، لاسيما إذا توفرت إنتخابات نزيهة وخالية من التزوير،كالذي حصل في الانتخابات السابقة، حيث سيكون الاقتراع الكترونيا،وستعلن النتائج بظرف 24 ساعة، ستقسط الاحزاب الفاسدة والطائفية حتما لانها إنفضحت وكشفها شعب العراق، وجربها عبر سني الاحتلالات والحكومات الفاسدة والفاشلة، وهذه هي الفرصة المرتجاة التي يعول عليها الشعب العراقي، ويخشى منها الاحزاب والشخصيات السوء الفاسدة،البيض منها والسود،التي فشلت في قيادة شعب عظيم مثل شعب العراق، لأن مستقبل العراق سيقرره العراقيون أنفسهم، وستندحر كل المشاريع العدوانية الاخرى، وسيسقطها شــعب العراق فــي الانتخابات القادمة حتما .