الرئيسية / المرأة والمجتمع / ماذا لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..؟

ماذا لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..؟

كتبت : ضي أياد ـ العراق 

” لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..؟ سأستمرُ أسألُ الناسَ عن أحوالي. ولن أنتظرُ أجابةً جميلةً تقالُ بحقي، فكلُّ علامةِ استفهام هي حبلُ مشنقةٍ ستقتلني على حين غرّة .. لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..؟ لأستغنيتُ عن من ومتى وكيف .. لأصبحُ طمئنينةً في لحظةِ خوف لأمٍ كان أبناؤها ينبضونَ كوطنٍ وحين دفنوهم أرضًا أستمرت تضربُ على قلبها لعلّهُ ينبض ..! لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..؟ لَشردتُ من تفكيرك نحو الأجابة الأبعد، وبقيتُ أنا في ذهنك كي أُحصي كم أستفهمتَ عني في كل تواريخِ العودةِ والفراق .. لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..؟ سأطرحُ سذاجتي بشكلٍ جميلٍ كطفلٍ بريء لن أكبر ولن أشيخ ولن أهرم كي لا يقصوا لساني ويستأصلوا أفكاري ويخدروا تساؤلاتي بالكامل لأني كنتُ بالأمسِ حلمًا ورديًا بينما الحياة كانت شريطًا أحمر. لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..؟ سيحدوني في فمك في عقلك في قلبك ككلامٍ كُتبَ على الجدرانِ، كتبني واحدٌ .. بينما عالمٌ يقرؤني .. لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..؟ لَربمّا وقتها سأكونُ الأبله الوحيد الذي هدرَ فرصةَ أن يكونَ سؤالًا طُرِح من لغةٍ عظيمة .. وراحَ يركضَُ وراء جوابٍ فرّ هاربًا من معجمِ اللغات ولايصلحُ حتى للحديثِ اليومي. لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..؟ لأعتزلتُ العالمُ في حنجرةِ رجلٍ مؤمن، يتلذذُ بوحدتهِ بالرب كنورٍ يتجنبُ ظلامَ البشر .. أسيرةٌ لصلواتٍ تسكنُ قلبهُ منذ الأزل متى ماتيهني يعيدُ السؤال مرةٌ أخرى ليجعلُني أبحثَ عن نفسي وأتساءل! لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..! لعرفتُ كيفَ يُستغنى عني ومتى وراء السطور.. فبدلًا أن أنزلقَ من كلماتهم في البحثِ والسردِ وأُفقد .. أتسلقُ ألسنتهم كعلاماتِ الترقيم لأحثّهم على الأسترسال لا التوقف .. وحينها سيكونون في صددِ لقائي في كلّ نبذةٍ وشرحٍ ذُكِر.. ماذا لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..! لكنتُ الحكيمَ الأصم الذي يتسعُ بالمعرفةِ بصمتهِ، ذاك الذي يدركُ الأمور وعواقبها فلا يتوجهُ إليهِ أي سؤال .. يميزُ الصدقَ من الكذب لا من لحنِ القول بل من الصالح والطالح .. والغني والفقير.. والرفيع والوضيع .. فعرفَ بذلك كيف يرتقي لوحدهِ للمُرتفعات. ولو كنتُ سؤالًا ..! من سيهتمُ كيف سيقابلوني بردودهم عني، من سيهتمُ أصلًا لو أنكرتهم .. لو أنهيتهم .. أو عظّمتُهم مادمتُ أعرفُ بكلّ الأحوال الطريقةُ التي أستفهمتُ بها. لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..! سأتقنُ فنَ الجريمة حين أستهزءُ بهم وأستحقرهم وحين أستبعدُهم وأمضي ليصبحَ سؤالي كصفعةٍ أليمة .. لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..؟ لا بأس أن لاتعرفَ شيئًا عني، أن تقفَ بجانبي ولاتدرُكني، أن أظهر حولك فتضيعني لا بأسَ أن تكون مشتتًا ومُشوهًا ومُتعبًا جدًا، تدفنُ الأجابة في قلبك وتتركُ العالمَ وراءك يشرحُني .. لو كنتُ سؤالًا مثلًا ..؟ لحفظتُ أجوبتي كمفتاحِ بيتٍ في جيبِ رجلٍ يدفعُ إيجارهُ من بيعِ الخردة .. لو كنتُ سؤالًا ..؟ سأنجو وقتها من “أبتلاء التفكير” لا محللًا بشكلٍ مُفرط ولامدمن تفاصيل ولامريضًا بعقلٍ مُرهق يهلوسُ في مصحةٍ نفسية .. وأخيرًا لو كنتُ سؤالًا على الأقل..! لما ألتجئتُ إلى الحيلةِ ودفعتُ حقّ أجوبتي كدينارٍ تصدقوا به لفقيرٍ بدلًا من خبرٍ عنه يتصدرُ صحفًا وجرائد ليباعَ بمبالغ طائلة .. 

شاهد أيضاً

الابتزاز الجنسي الالكتروني ..يتفاقم ضد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

(ممكن سكايب…ممكن تفتح كاميرا…ممكن نمارس الجنس عبر الكاميرا…انا لبنانية اعمل بصالون حلاقة) هكذا تبدوا الخطوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.