تأليف :هشام شبر – العراق
( المكان شبه مظلم)
( صوت طرق على جدران المكان بشكل مزعج)
هي: ( تنادي بصوت عالي )
لا اريد ان اموت لا اريد ان اموت ………
يامن تقف خلف تلك الجدران لن تجد في داخلنا مايستحق الهزيمة
هو : اصمتي فلا جدوى من الصراخ
هي: سئمت القلق والخوف والترقب
هو: لازال هناك متسع لما هو اكثر
هي: خلت الشوارع واختفت الناس بمجرد اعلان رغبته بالمجيء
هو: هو لم يأتي بل وجهت له دعوة للحضور
هي: عن من تتحدث
هو: عن وجود وعدم بينهما علامات استفهام
هي: لم افهم ماتعني
هو: الصراعات دائما يفضي الى ضحايا والضحايا دائما منا نحن المتفرجين
هي: اصمت فقد سئمت من تفاهاتك
هو: الم تقتنعي بعد بأنها لعبة نحن ضحيتها
هي: ( تصرخ )
انت تخيفني ….. ارجوك قل لي بأن ماتحدثت به كان مزاح فأنا لا اريد الموت لا اريد الموت
( تتحرك كالمجنونه في المكان تحاول ان تجد لها منفذ بين الجدران)
هو: توقفي ارجوك
هي: لا اريد ان اموت
هو: المسالة ليست بيدي او بيدك فهناك لاعبون كبار يحددون قوانين اللعبة ويشهرون البطاقة الحمراء بوجه من يريدون
هي: كيف لك كل هذه السخرية وسط هذا الخراب
هو: في اخر حرب كنت فيها طوقت كتيبتي بالنيران ومن شدة الخوف الذي اعتراني صرت اطلق النكات من كل جانب واضحك حتى جاءت قذيفة ودخلت مخبأ كنت انا فيه فتطايرت عن الوعي وحين سقطت على الارض وجدت نفسي في مشفى اكمل نكتة كنت انا فيها
هي: اصمت ارجوك اصمت
هو: مايحدث صنع خصيصا كي ننام على انفسنا من الخوف
هي: اللعنة عليك وعلى الاقدار التي جمعتني بك
هو: لا دخل للاقدار فيما يحدث
هي: اترك تلك الفلسفة الفارغة وساعدني بالعثور على منفذ
هو: المنفذ الوحيد هو كسر الجدار الخامس والسادس والسابع
هي: عن اي جدران تتحدث
هو: الجدران التي حولنا والجدران التي بيننا والجدران التي تسكن دواخلنا
( تتحدث مع نفسها وهي تتحرك من جدار الى جدار تبحث عن شيء ما )
هي: قالوا ان المنفذ هنا او ربما هنا او ربما هناك
هو: هناك جدران تتخذ شكل قالوا
هي : دائما ما تختلق متهم دون جريمه
هو: لأنهم تعودوا تعرية الضحية واخفاء المجرم
هي: هاأنت كعادتك تخلط الاوراق
هو: كل الاوراق كتبت دون الحقيقة
هي: عن اي حقيقة تتحدث
هو: حقيقة من يموت على نفسه و من يموت من نفسه
هي: هل تعلم انني اشفق عليك
هو : اشفقي على نفسك اولا
هي: لا تتعدى حدودك
هو: لم اتعدى حدود الادب في حديثي معك
هي: اترك الجدال واسمعني
هو: لا اريد الحديث معك بعد الان
هي: انا اسفه فمايحدث جعلني افقد اعصابي
هو: ماذا تريدين
هي: اريدك ان تتذكر شكل النوافذ والابواب التي كانت هنا ربما نجد مخرج
هو: كان المفروض ان يكون هنا باب وهناك نوافذ….
هي: انا اعرف المفروض ولكني اريد حقيقة ماكان
هو: لا استطيع ان اتذكر
هي: اسمعني ارجوك انا وانت يجمعنا مكان واحد ومصير واحد
هو: تجمعنا غربة واحدة وخوف واحد
هي: ان كنا في مكان او غربة لابد من التفكيربطريقة للخلاص
هو: انا وانت اسرى لأشياء لا نعرفها
هي: ربما خطيئة ارتكبتها جعلت الخراب يحل في المكان
هو: انا لم ارتكب خطيئة
هي: لو لم ترتكب خطيئة لما كنا هنا
هو: ربما نحن هنا لخطيئة ارتكبتها انت
هي: لا تحاول ان تلقي بأخطائك على الاخرين
هو: وهل انت محصنة من الاثام
هي: لقد تجاوزت حدودك مرة اخرى
هو: من انت حتى تضعي الحدود
هي: اخرس
( صمت )
هي: يبدو ان الخراب الذي حولنا قد وصل الى ارواحنا
هو: ارواحنا خربة قبل ذلك لكننا كنا نكابر
هي: دعنا نترك خصوماتنا
هو: ههههههههههههه
هي: لماذا تضحك
هو: اضحك سخرية من الحالة التي وصلنا اليها
هي: انها اللحظات الاخيرة قبل اصابتنا بالحمى وهذا مايجعلنا نتصرف كمجانين
هو: لم يبقى مانفعله بعد الان سوى الانتظار
هي: لا اريد ان اموت
هو: الامر بات متروك للسماء
( ترفع يدها وتدعوا)
هي: ياايتها السماء اتركيني اصلح مااقترفته
هو: متاخر جدا نداءك هذا
هي: اصمت ارجوك اصمت
هو: هل انت خائفة من الموت ام ما بعد الموت
هي: وهل هناك بعد الموت بعد
هو: (صمت )
هي: كثرت بدايتنا وكثر الخوف فيها
هو: مايحدث صنع خصيصا كي نعاود الاتصال بأنفسنا
هي: كيف اعاود الاتصال وقد ابتعدت كثيرا
هو: تخلصي من الجدران التي حولك ومن الجدران التي بيني وبينك ومن الجدران التي تسكن قلبك
هي:هل تسمع
هو: ماذا
هي: تلك الضجة المتواصلة
هو: انا لا اسمع اي ضجة
هي: انا خائفة
هو: لا تخافي فأنت في القبر ولن يستطيع احد الوصول اليك
هي: اي قبر هذا الذي تتحدث عنه
هو: جاءوا بك الى هنا في ساعة متاخرة من الليل والقوا بك في هذه الحفرة
هي: اتذكر انني كنت مصابة بالحمى
هو: اعرف تفاصيل موتك لانها نفس التفاصيل التي مرت بي
هي: هل انت
هو: ميت نعم ميت واسكن بالحفرة المجاورة لحفرتك
هي: وحديثك عن الجدران والقدر والوجود والعدم
هو: اسئلة احببت ان اشاركها مع ميت جيء به حديثا ربما اجد لها اجوبه
هي: ههههههههههههههه
هو:لماذا تضحكين
هي: ههههههههههههههه
( تتصاعد الموسيقى مع ضحكاتها الهستيرية)
( اظلام المكان )