كتبها : محمد جواد الدخيلي ـ العراق
من هو يدري أم لا يدري كيف ولدت هذه الصحيفة بعد سقوط الصنم يوم30/ 5 / 2003 وهي أول صحيفة صدرت في البصرة وجنوب العراق ، ولدت من رحم المعاناة لو قص عليكم حكايتها ربما لا يعقل العقل في هذه المسيرة ، بعد خروجنا من سجن الامن يوم 20 / 10 / 2002 قلت ” لقد سقط النظام ” وهذه التنبه جاء على حسابات دقيقة عندما دخلت القوات التحالف في الخليج العربي واسقرت في قطر ودول الخليج ، هناك نحتاج إلى وقفه إعلامية لتركز على الاحدث ونحن شهود عيان على هذه المرحلة ، وكنا نحلم بحكم ديمقراطي وحرية إعلام وبعد التوكل على الله مع نخبة من الخيرين شدوا نطاق الحرية لكي نعلنها للملأ جاءت ولادة ” صحيفة الأضواء” المستقلة على يد الشيخ علاء لازم العيسى ، والدكتور حامد الظالمي ، والشيخ أبو علاء الإبراهيمي ، وسعدون جاسم ، هاشم حسن القادم من بغداد مديراً للتحرير، والزميل صلاح ثابت التي جاء من شمال البصرة من قضاء المدينة يحمل على كاهله معاناة ولم الماضي والحاضر لكي يستقر في جريدة الاضواء ، وبدأ اختيار عنوان للجريدة وجأنا في اليوم التالي لكي يتم أختيار العنوان وتم الاتفاق على أسم ( الأضواء ) لكونه يحمل عراقة وقيمة إبداعية من الماضي ، جمعنا موضوعاتنا في اليوم الثالث كانت هذه فترة الاعداد بدأت من 1 / 4 / 2003 وبعد جمع المواد أين نجد مصمم للجريدة وجميع المحلات مغلقة في فترة الفوضى ، وجدت الاخ ( سلام عامر العيداني ) قال ليس لدينا محل الآن ، فأشار علينا قالاً بالإمكان يكون التصميم في بيت ( جدي ) في منطقة الجزائر ، فتوكلنا على الله وبدأنا التصميم وخلال يومين أو ثلاثة أيام انجزت الجريدة بأربع صفحات وبلونين ( الازرق والاسود ) ، ولكن أين نجد مطبعة تطبع الجريدة وجميع المطابع مغلفة وبعد البحث وجدنا مطبعة الغدير من خلال الباب السري لدخول العمال وتم الاتفاق على اجور الطبع مبلغ قدره ( 150 ) الف دينار ، ولكن من أين اتي بهذا المبلغ وصاحب المطبعة يريد المبلغ كاملاً ، ذهبت بائساً إلى العشار اترنح ودموع العزم عاجزة ولكن بصيص الامل لا يغيب ، تحدث الاخ والزميل هاشم حسن ، قال أنا اسكن في فندق راح اتسلف من صاحب الفندق مبلغ مقداره (50) الف رجعت الفرحة تبشر بخير ، وجدت الاخ مشجع الميناء (طالب الشويلي ) الان هو رئيس رابطة المشجعين لنادي الميناء سلفني هو الآخر (100) الف دينار ورجع الامل من جديد ، واخذت المبلغ وذهبت إلى المطبعة لكي تولد ( الأضواء ) من رحم الالم والتعب لتنشر معاناة أهل البصرة الغيارى وتوثيق الاحداث التي جرت فيها ،هكذا تواصلت الأضواء الجريدة ، عطاها طيلة (18) عاماً ، رغم اعداء النجاح كثر ولم يرحموا انفسهم ولا الجريدة التي توثق نشاطاتهم ولو بدأنا بعد اسمائهم لا قشعر الجلد من هؤلاء الفارغين والحاسدين ، ولكن بصبر سارت الاضواء بجدية واستقطب اسماء في غاية الاهمية على مستوى المدينة ( البصرة ) وكذلك جميع محافظات العراق وتواصلت قصص النجاح للجريدة بدأت توزع على اغلب محافظات العراق وتطبع في بغداد وكانت تحمل معاناة العراق برمته وليس معاناة مدينة ، خرجت من محليتها بل استقطبت في السنوات الاخيرة كتاب من مختلف بلدان العالم وكذلك المغتربين من استراليا ونرويج وهولندا ومصر وسوريا والادن وفلسطين والامارات وغيرها من بلدان ، ثم اشرعت بتأسيس جريدة الاضواء الإلكترونية واكبت التطور الحاصل في العالم ، بل بدأت تقيم الدورات الصحفية في العراق وايران وكذلك في أقاليم كردستان وتنفتح على المؤسسات الاعلامية الكبيرة لتستفيد من خبرتها . وكانت في النية تطوير الجريدة بثلاثة لغات ( العربية والانكليزية والكردية ) وما يتعذر علينا هذا التطور هو ضعف المالي ، ومن الإحصائيات الذين عملوا في الصحيفة اكثر من ( 850 ) صحفي ثم انتقلوا إلى مؤسسات إعلامية أخرى ، إما الان يعمل فيها بشكل دائم أكثر من (200 ) صحفي وصحفية من مختلف محافظات العراق والوطن العربي .. ومازالت ( الأضواء ) تعمل بالتمويل الذاتي والتعاوني من كتابها .. كما استقطبت الاضواء العديد من الطاقات الابداعية الشابة من خلال تقويمهم وتدريبهم على مهارات الكتابة بمختلف الفنون الصحفية .
واليوم توقد الشمعة الـ (18) على صدورها في زمن كورونا وبنفس الهمه والعطاء كما نسعى التطوير الدائم ، وفي اللحظات الطيبة ارسل رسالة محبة إلى جميع الاخوة والزميلات والزملاء كل الشكر والتقدير على جهودهم وعناهم وتواصلهم ودعمهم للصحيفة أنهم وضعوا بصمه تأريخيه للمدينة وللصحافة المستقلة الحرة أملين لهم دوام الصحة والمزيد من التألق والابداع وفقكم الله ورعاكم بمشيئته وكل عام وانتم بالف خير والاضواء تزدهر .