الرئيسية / آراء حرة / الدنيا مظاهر

الدنيا مظاهر

كتب : علاء صابر الموسوي ـ العراق

التجارب مع مقولة ( الدنيا مظاهر) فلأننا نعيش في هذه الدنيا فلابد أن نكون مع الجوقة في لبس ما يلبسون ، وركب مايركبون ، وتقليد مايفعلون ، واقتناء ما يقتنون حتى لو كان ذلك مستهحنا أو ترفيا بالنسبة لنا .والدراسات النفسية والاجتماعية كشفت أن من بين اهتمامات الناس بمظاهرهم ، هو الرغبة بعدم الظهور بمظهر أدنى أو أقل من الآخرين ، ولفت الإنتباه ، لأن النظر اول مايقع على المظهر الخارجي ، وارضاء من حولنا ممن يهمهم أمرنا كالوالدين ، أو الشريك الآخر ، أو الجماعة التي ننتمي إليها .اغلب الناس يبحث عن الرقي ومسايرة العصر ، لأن الرقي المعنوي لا يظهر مباشرة ، بل يحتاج إلى وقت وجهد وصبر ، أما الرقي المادي أو المظهري فيكفي أن تستبدل موديل سيارتك ، أو قصة شعرك ، أو موضة لباسك ، أو تحمل ( الموبايل ) النقال أو المحمول ، أو تضع جهاز كمبيوتر على طاولتك ، حتى تظهر مسايرا لعصرك !كذلك الشعور بعقدة النقص ، ومحاولة تعويضه ، سواء كان نقصا خُلقيا أو فكريا أو شأنيا أو حتى ماليا ، فقد يسندين البعض أو يستعير ليظهر بمظهر مساوق لمظهر أقرانه ، والمغالات في المظهر مصيدة لإيقاع المأخوذين بالمظاهر والتغرير بهم ، والإيحاء أن وراء هذا المظهر باطنا مثله.هذا الاعتناء الزائد بالمظهر اوجد عددا من المظاهر المستنكرة كالمبالغة والتكليف في التأنق والتزين والكماليات بما يُنقلُ كاهل اللاهف وراء المظاهر وكاهل أهله ، ناهيك عن الانشغال بالاسماء والماركات والعناوين والتحذلق بالكلمات الأجنبية ، والتنافس المحموم في اللحاق بآخر صيحات الموضة لباسا أو اثاثا أو مقتنيات ، كما جر إلى عدد من المخاطر السلوكية كالشعور بالفخر والتكبر والانتفاخ والتضخم ، والوقوع في براثن الكذب والادعاء ، وتجاوز الانضباط الشرعي ، والانصراف عما هو قيمي أو مسؤوليات وأعمال جليلة ، والابتلاء بمرض عدم القناعة ، والاستغراق في الذاتية والأنانية ، والإنشداد إلى الدنيا وزبارجها وزخارفها ، واختلال التوازن وضعف الايمان .

شاهد أيضاً

بابا نويل و شجرة الكريسماس

كتبت : منى فتحي حامد _ مصر شخصية بابا نويل فكرة مستوحاه من قصة القديس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.