جريدة الاضواء الالكترونية
مقالات مشابهة
الأضواء / جمال عابد فتاح / العراق
هـو ابـو موسى جابر بن حيان بن عبد الله الازدي , ولقب بالازدي نسبة الى قبيلة ازد اليمنية , التي هاجر البعض منها الى الكوفة بعد انهيار سد مارب .
وقد ولبد جابر بن حيان في طوس وتوفي فيها ,استقر في بغداد بعد نجاح الثورة العباسية , وتوثقت علاقته باسرة البرامكة الفارسية .
بعد نكبة البرامكة وتبدل موقف الحليفة منهم , فـر جابـر الى الكوفـة وعاش متخفيا .
كانت لجابر العديد من المؤلفات التي تأثر بها الغرب ونقل عنها ,ورغم ان بعضها قد فقد , الا انه يوجد منها الان ثمانون كتابا محفوظا في مكتبات الشرق والغرب .
قال عنه النقاد ان له في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق , كما اعتبروا ان جميع من يبحث من العرب في الكيمياء قد نقل عن جابر بن حيان .
وتعتبر الكيمياء من ابرز ما برع فيه ابن حيان من العلوم , ويقال انه كانت قبل جابر مجموعه من المهن البدائية القديمية , وقد اختلطت مع كثير من الحرف كالتحنيط ( في مصر القديمة ) والدباغة والصباغة والتعدين واستخلاص الزيوت , لكن جابر بن حيان استطاع ان يطور الكيمياء ويرفعها من تلك المنزلة البدائية التي كانت عليها الى منزلة عالية , وذلك بإضافته للكثير من المعارف النظرية والعملية وارسائه اسس وا صول تحضير المواد الكيميائية والتعامل معها ,لذلك يعتبر ابن حيان شيخ الكيميائين بلا منازع .
ولم تقتصر مؤلفات ابن حيان على الكيمياء وحدها بل تعداها الى المنطق والفلسفة ايضا , الا انه كان حجة في الكيمياء ولا يدانيه في ذلك احدمن معاصريه .
وقد ابتكر علم المقايس والمقصود به دراسة صفات المعادن ووضع لكل صفة مقياسا تقاس به , ولكل معدن من المعادن المقاييس الخاصة به .
وقد لقب جابر بن حيان بـــ ( ابو الكيمياء ) , واليه يرجع الفضل في تطور هذا العلم , فقد كشف العديد من عملياته ووضع فيه مصنفات عدة ترجمت الى اللغة اللاتينية واصبحت مرجعا مؤثوقا للباحثين والدارسين , ومن اعماله وصف التقطير والتبلور والذوبان , كما انه استحضر حامض ( الكبريتيك ( زيت الزاج ) , وبعض مركبات الصوديوم والبوتاسيوم و الزئبق والسموم والخمائر , ودرس الخواص الكيميائية للعديد من العناصر .
اهتم جابر بن حيان باتباع اسلوب اجراء التجارب والتدقيق والملاحظة واستخلاص النتائج منها , اي انه استخدم الاسلوب العلمي التجريبي , وهذا الاسلوب لايزال متبعا حتى الان في المختبرات العلمية , وقد ادرك ابن حيان في ذلك العصر المبكر ان البحث العلمي يعتمد على النظام وحسن الترتيب والالتزام بقوانين الطبيعة , بالاضافة الى انه قد ابتكر اجهزة لعمل التحضيرات الكيميائية وطور اجهزة اخرى , لكنه لم يتوصل الى منهاج علمي كامل للبحث .
كما ان لجابر اسهاماته الفكرية في محال التعليم , حيث اشترط في المتعلم ان يكون عنده استعداد فطري لتلقي العلم قبل ان يستطيع ان يكتسبه عن طريق التعليم , وذلك لان التعلم انما يتبع من الفطرة , وان العالم يكون مجبولا بطبيعته على حب العلم .
ولقد كان لجابر بن حيان الكثير من المؤلفات , ويقال انه الف 500 رسالة في الكيمياء فقط , كما ان له مؤلفات اخرى في الطب والرياضيات والفلسفة والشعر وله ايضا رسائل عن المرايا ,
واشهر كتبه هو كتاب ( الخواص الكبير ) ونسخته الاصلية موجودة في المتحف البريطاني , كما الف كتاب ( السبعين ) , وكتاب ( الرحمة ) , وكتاب الجمل العشرون ) , و ( اسرار الكيمياء )
و ( اصول الكيمياء )
وقد ترجمت بعض كتبه الى اللاتينية ,مثل كتاب السبعين وكتاب الرحمة .
وهناك كتب له بالاتينية لم يتم الحصول على اصولها العربية مثل ( البحث عن الكمال ) , وكتاب ( العهد), وكتاب ( الاتون )
