كتب : الشيخ علاء لازم العيسى ـ العراق
يُعدّ شهر أيلول في بصرة الخمسينيّات والسّتينيّات من القرن الماضي شهر حركة ونشاطٍ ورزق لجميع قرى البصرة تقريبًا في أبي الخصيب والمخراق والسّيبة وشط العرب والسّرّاجي والبراضعيّة والحوطة والكباسيّ والقرنة وغيرها ، وتستمر هذه الحركة في بعض الأحيان حتّى ساعات متأخّرة من الليل ، ويستمر هذا النّشاط لمدّة شهرين . ففي هذا الشّهر يقوم وكلاء الجراديغ ومكابس التّمور بالاتّفاق مع أصحاب بساتين النّخيل على شراء تمورهم ، وبعد الشّراء وبحسب كميّة التّمر المباع من كلّ بستان يتمّ توزيع الصّناديق الخشبيّة الفارغة الّتي سيتمّ ملأها بالتّمور وبعد تعبئة الصّناديق ووزنها ، تنقل بواسطة النّواكيل إلى المهيلات واللوريّات ثُمّ إلى المكابس ، ومن المكابس إلى المستهلك المحلّي أو إلى التّصدير، والتّمر الّذي لا يصلح للاستخدامين يعطى للحيوان كعلف . تنقسم المكابس في البصرة إلى نوعين : مؤقتّة ودائميّة ، الفارق بينهما أنّ المؤقت يشتغل في أيّام الموسم فقط ويبنى بالقصب والبواري وصفائح الجينكو ، أمّا الثّاني فيشتغل في كافّة أشهر السّنة ويبنى بالطابوق والاسمنت . ومن المكابس الدّائميّة الموجودة في البصرة أيّام زمان : مكبس التنّومة ، كوت السيّد مكبسان لشركة هلس إخوان المتحدّة وهي من كبريات الشّركات الأجنبيّة الّتي اشتغلت في البصرة في تجارة التّمور وكانت إدارتها تقع في بناية فخمة تقع على ضفاف شط العرب ، الصالحيّة مكبس واحد للشيخ عبدالقادر باش أعيان باشر سنة 1947 بكبس التّمور المحسنّة علامة التّاج ، العجيراويّة ، كردلان ، نهر حسن وفيها مكبس لشركة الخليج التجاريّة ، المعامر ، الكباسي وفيها مكبس جورج جكولاس يونانيّ الجنسيّة ، أبو مغيرة ، الصنكر ، الحمزة ، حمدان ، مهيجران مكبس التّمور العائد لصاحبيه ناصر وحسن مهنا أسّس سنة 1939م على نهر مهيجران الكبير ، محولة الزّهير ، البراضعيّة ، الهارثة على نهر الماجديّة وفيها مكبس الحاج ماجد عبداللطيف المنديل ومكبس للحاج عبدالحميد أحمد العنيزي ، كرمة عليّ ، الدّير ، الرّباط الكبير وفيها مكبس الحاج عبّاس الحبيب ، ومكبس لشركة أصفر وشركاه أسّس سنة 1919م وهو كائن على ضفة شطّ العرب ، ثُمّ أسّست الشّركة منذ سنة 1936م ثلاثة مكابس وهي كائنة بين التّنومة وشارع دينار ونهران عمر ، وممّا يذكر إنّ الصّناديق الّتي تُعبّأ فيها التّمور في شركة أصفر كانت تصنع من جريد النّخل بطريقة فنيّة زاحمت صناديق الخشب المعروفة آنذاك ، ومكبس ليعقوب بولص وأولاده في الرّباط الصغير ، العشّار الخندق وفيها مكبس لشركة سيمون غريبيان المحدودة ، الخورة وفيها مكبس لمجيد سلّومي وكان من المكابس الفنيّة الحديثة وكان يصدّر لأمريكا واسترالية وغيرهما ، ومكبس آخر ليعقوب بولص وأولاده ، ومكبس لشركة مارين إخوان في الصوفيّة ، البصرة محلّة البلوش ، مكبس سالم أغا جعفر . ومن أشهر الشّركات والأسماء الّتي اشتهرت بتكبيس وتصدير التّمور في البصرة أيضًا : شركة تجارة التّمور العراقيّة المحدودة ، والشّركة الأفريقيّة والشّرقيّة المحدودة ، وشركة السيّد حامد النقيب ، والسيّد نجم طالب النّقيب ، شركة البصرة التّجاريّة المحدودة ، مصطفى طه السّلمان وشركاه ، نوري وكمال الخضيري ، مكتب الرّافدين للتّجارة والقومسيون ، عبدالوهاب عيسى القطامي ، عبدالرزّاق محمود العبّود ، جاسم المهيدب ، زيد القريشي ، عبدالإمام الحاج مهاوي ، سيّد أحمد السيّد صالح الموسويّ ، ملّا صبري السّامر ، عبدالرزّاق السّالم ، شاكر طه العبدالجليل ، محمّد وعبدالرحمن العبدالله ، رمضان السيّد مسافر ، ناصح ونزار الشّمخاني ، بدر طه العبدالجليل ، عبدالقادر محمّد سعيد الرّاجح ، جوزيف بهجت فرج ، الشيخ مصطفى طه المفتي ، محمّد عبد المتروك .