الرئيسية / الثقافية / لمحة اولىفي رواية (ماجدولين )

لمحة اولىفي رواية (ماجدولين )

بقلم / دنيا صباح السبهان

تعد هذه الرواية  للكاتب الفونس كار   ، من أهم الأعمال الروائية الكبيرة التي عربها مصطفى لطفي المنفلوطي،تدور إحداث رواية  (ماجدولين)   في حقبة زمنية مفصلية تأريخية  ،  شهدت تحولات كبرى في المناخ الإبداعي والسياسي العالمي مطلع القرن العشرين .  وهي  عمل أستل من الواقع المعاش   في المجتمع الألماني ،  واتسم برومانسيته المثقلة بالأحزان  والصراع  الخفي  ، وقد  أعاد  المنفلوطي صياغتها  بصورة مبهرة   للغاية ،  حين نقلها من اللغة الفرنسية إلى العربية وطعمها بروائع الصور والتشبيهات   .يتمركز فحواها حول علاقة حب بطلها  العاشق المخذول (ستيفن) الذي تعرض للخيانة  الموجعة من  جانب معشوقته (ماجدولين)  .ليتنامى مسار الحبكة تدريجيا حتى يبلغ منعطفا  هاما  ، عندما يشم  العاشق الولهان ( ستيفن )  رائحة الخيانة و الجفاء  في سلوك الحبيبة  ، عندما تنحدر قيم الحب عند الفتاة  (ماجدولين ) لدرجة ارتكابها  فعل الخيانة مع صديقه المقرب (ادوارد) الثري اما  ( ستيفن ) العاشق الحقيقي  ، على الرغم من صدمته وإنكساره النفسي  ، يبقى متشبثا  بحبه و وفاءه ،  لماجدولين  ،  رغم كل ما تلقاه من خيبة أمل حطمت عواطفه  الجياشة النبيلة  ، و اضرمت  النيران  في خافقه . غير ان العلاقة القائمة بين  (ماجدولين ) و (ادوارد) الثري ، لم تسر   على ما يرام  كما تمنت  (ماجدولين )   فتمخضت عنها نتائج وخيمة ،  لم تدر  في الحسبان  ، ومن ابرز تلك النتائج  تداعي المركز المالي والمكانة الاقتصادي   ل(ادوارد ) لدرجة  الافلاس ، فترتب عن ذلك النكوص ،  صراعا نفسيا مريرا،  حيث انتهى به المطاف  ،  إلى فجيعة كبرى فقرر إنهاء حياته انتحارا .أما  (ستيفن ) العاشق الولهان والمخذول من قبل حبيبته وأقرب اصدقاءه ،  فلم يستسلم للواقع الذي فرض عليه وأخذ يحاول تنظيم مجريات حياته ولم يتخل  عن طموحاته ،   في كسب ثروة طائلة ، ومحو حياةالفقر الذي لازمته  ، وهنا تحدث الانعطافة في أحداث الرواية بعد أن افلست  (ماجدولين ) وخسرت كل شئ ،  لتبقى بائسة وحيدة مع طفلتها  التي  أنجبتها  من أدوارد  ،   ثم حاولت جاهدة ،  أن تعود إلى حبيبها الأول  (ستيفن ) عسى أن يصفح عنها    ،  ويرمما العلاقة من جديد،  فتعود نبضات  الود الى منبعها الاول ، غير ان كرامة  (ستيفن ) المهدورة   وجرح الغدر الذي لم يشف بعد  ، لم يسمحا له بقبول حبيبته الخائنة ثانية ،  رغم المشاعر الدفينة في اعماقه   ،   وهكذا تتنامى   الأحداث  دراماتيكيا  ، لتشد المتلقي وتأخذ باهتمام القارئ تماهيا مع لغة  السارد ، التي جاءت بصيغة  رسائل متخمة بالعتب  والاشجان ، تقطع نياط القلب  ما بين ( ستيفن ) و (ماجدولين ) ،  الفتاة التي غرقت بالمظاهر الخداعة وتفضيلها المال ، على حساب العاطفة ،  وما يترتب عنها من قيم نبيلة ، تمزج الحب والمأساة معا ،.وخلاصة الفعل السردي تأخذنا الى عوالمه الخبيئة ،  فضلا عن مجريات القص المعلن المبني على تناقضات العلاقات العاطفية الإنسانية  .

شاهد أيضاً

ياوطني

شعر : د. مزهر حسن الكعبي ـ العراق الليل ُ مُدلهم ْ يسَّاقط ُ الحَميم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.