الرئيسية / الثقافية / قراءة انطباعية في قصيدة للشاعر داود الفر

قراءة انطباعية في قصيدة للشاعر داود الفر

 كتب  : كمال احمد

 

في قراءة خاطفة عبر متصفح الفيس بوك وجدت هذا النص للكاتب داود الفريح، فأستوقفت عنده كثيرا وانا أتخيل من خلاله عمق المشهد او مايعنيه قلب الشاعر حيث يقول مانصه: “ريحٌ عاصفة أمام أعين الجميع تفقد الفزاعة حشمتها ! القصيدة هذه تنتمي إلى شعر الهايكو، وهو شكل شعري ياباني يعتمد على التكثيف والاقتصاد في الكلمات للتعبير عن لحظة معينة أو شعور متأمل في الطبيعة. 1. الاقتصاد في اللغة والتكثيف: قصيدة الهايكو تعتمد على استخدام أقل عدد من الكلمات لنقل معنى عميق، وهذا ما نجحت فيه هنا. الجملة “ريحة عاصفة” ترسم مشهدًا سريعًا للطبيعة المتحركة، لكن التأثير يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد وصف للريح. العاصفة تحمل دلالات الخطر أو التغيير. 2. الطبيعة ودورها في الهايكو: في شعر الهايكو، غالبًا ما تكون الطبيعة مسرحًا لتأملات الشاعر. هنا تظهر “العاصفة” كرمز للطبيعة المضطربة، ولكن العنصر البشري يأتي أيضًا من خلال “الفزاعة”، التي تمثل رمزًا للحماية في الحقول. وعندما “تفقد الفزاعة حشمتها”، يبدو أن هناك حالة من الفوضى والانقلاب على النظام المعتاد. 3. الرمزية والدلالات: تستعمل القصيدة رموزًا غنية للتعبير عن مفهوم أعمق. “الفزاعة” يمكن أن تكون رمزًا لسلطة أو هيبة معينة، ولكن العاصفة، وهي رمز للتغيير أو القوة الخارجة عن السيطرة، تجعل هذه الفزاعة تفقد “حشمتها”. ربما هذا يشير إلى أن الطبيعة أو الحياة بشكل عام لا تحترم التصنّع أو الرموز البشرية عند مواجهة القوى الكبرى. 4. الرسالة والعمق الفلسفي: وراء الوصف الظاهري، هناك رسالة فلسفية حول هشاشة الأشياء التي نعتقد أنها ثابتة أو مقدسة. الرياح هنا قد تكون استعارة للتغيير الاجتماعي أو الشخصي الذي يجعل الرموز أو الأفكار القديمة تفقد سلطتها أو احترامها. 5. الصورة الفنية: القصيدة تقدم صورة بصرية قوية للغاية. يمكن للقارئ بسهولة تخيل مشهد العاصفة، الفزاعة، وتحوّلها أمام “أعين الجميع”. استخدام العبارات المباشرة يعزز الشعور بأن هذا التغيير أو الانقلاب شيء مرئي ومباشر. الخاتمة: القصيدة القصيرة تتجاوز الكلمات البسيطة لتوصل أفكارًا معقدة حول التغيير، السلطة، والطبيعة. على الرغم من أنها قصيرة وفقًا لتقليد الهايكو، إلا أن المعاني التي تطرحها عميقة وتفتح المجال لتأويلات متعددة. النص ينجح في استثمار الرموز الطبيعية لإيصال رسالة فلسفية حول تداخل الطبيعة والمجتمع البشري، وكيف يمكن أن يكون الاثنان عرضة للتغيير المفاجئ.

شاهد أيضاً

قـراءة فـي روايـة فـرانكشتاين  في بغـداد )) للروائي احمـد سـعـداوي

كتب : جمـال  عـابـد فتـاح ـ العراق هذه الرواية من طباعة منشورات الجمل / بيروت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.