الأضواء / مصر / منى فتحي حامد
الشعر على أنه كلام موزون مقفى، دال على المعنى، ويكون غالبا أكثر من بيت، كلام موزون، يشترط فيه المعنى والوزن والقافية والطبعُ والرّواية والذكاء، هو أداة لإيقاظ الوعي والتعبير عنه ..
يعتبر واحداً من أشكال الفن الأدبي في اللغة، حيث يستخدم الصفات الجمالية بمحتوى الموضوع، وعادة يوحي الشاعر عددا من المشاعر أو الأحاسيس في قصائده يشعر بها القارئ، ويختلف تعريف الشعر بين أمة وأخرى، تبعا لخصائصه، كما أن تعريفه ربما اختلف بين عصر وآخر لمتغيرات طرأت عليه ..
لذلك تم تخصيص يوم 21 مارس من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للشعر تزامنا مع الربيع، كي يتم منح الفرص أيضاً للحفاظ على اللغات المهددة بالانقراض لاستخدامها في التعبير، إذ إن هناك بعض اللهجات التي تضيع في ظل اللغات الشعبية في العالم، والذي يعتبر أيضاً فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية.
الشعر يحول كلمات القصائد البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام، و يعد أحد أشكال التعبير وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية والذي يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب، فهو يعتبر فن نادر يتيح لنا إدراك التنوع المدهش والبديع الذي تتسم به البشرية على الصعيدين اللغوي والثقافي، نعتبره ركناً من أركان كياننا الوجداني الذي نحتاج إليه جميعاً رجال ونساء
الهدف من هذه المناسبة هو دعم الشعر والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية وتعزيز تدريس الشعر وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الاخرى مثل المسرح والرقص والموسيقى والرسم وغيرها، بالإضافة إلى دعم دور النشر الصغيرة ونشر صورة جاذبة للشعر في وسائل الإعلام بحيث لا ينظر إليه باعتباره شكلا قديما من أشكال الفن وتشجيع العودة إلى التقاليد الشفوية للحفلات الشعرية، وتعزيز تدريس الشعر وتعزيز قراءة وكتابة هذا اللون الأدبي حيث يمكن للشعر أن يغير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى العالم ويلهم الآخرين ويصلح الروابط بين الناس ويخلق الانسجام مع بعضهم البعض..
أيضاً يهدف ذلك اليوم لمخاطبة القيم الإنسانية حيث أنه هو الدعامة الأساسية للتقاليد الشفوية ومدى قدرته على توصيل القيم الأعمق للثقافات المتنوعة ولتأكيد إنسانيتنا المشتركة، كما يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب وتقدير المشاعر التي يمكن أن يخلقها الشعر وتكوين علاقات ذات مغزى وتوسيع عقل الفرد حول التاريخ والثقافات وإثراء الحوار الذي يحفز كل أوجه التقدم البشري والتهدئة والتعايش السلمي وسط الأوضاع المضطربة..
كان الشعر العربي جاهلي أو إسلامي أو أموي أو عباسي أو أندلسي أو حديث، ديوان العرب وعلمهم الذي لم يكن لهم علم أصح منه، واستمر بعد ذلك فنا أدبيا بارزا، وكان يتكون من القصيدة والقافية والبحر وينقسم إلى أنواع منها الشعر العمودي، والشعر الحر، والرباعيات الشعرية، به يتم استخدام الصور الشعرية التي تعمق التأثير بالفكرة التي يطرحها الشاعر. اللجوء إلى الرمزية التي يموه بها الشاعر على مشاعره الخاصة أو ميوله، وقد يصعب على القارئ إدراك المقصود من القصيدة.
ويشهد العالم بعصرنا الحالي زيادة في الأنشطة الشعرية بمختلف الدول وزيادة عدد الشعراء، كما أن الشاعر استطاع التواجد والظهور بشكل جديد كإنسان وصار الجمهور يقبل بصورة متزايدة على الأمسيات الشعرية التي يلقي الشعراء فيها قصائدهم بأنفسهم، ويمثل هذا اكتشاف القيم المتوارثة والعودة إلى قبول الكلمة المنطوقة، لذلك يصبح من المفيد اعتناق الشعر وتحديد مكانه الصحيح في المجتمع.