كتب : كاظم شلش ـ العراق
أنا أرى.. ولا أعرف غيري هل يرى.. ما أرى… تلك ألقصائد ألتي ينشرها شاعر مصر ألكبير أحمد قنديل وهي كثيرة جدا.. وبعضها الآخر في الدواوين ال (6) له والتي أقرأ في بعضها تأريخ يصل بي الى القدم الى نبي يعقوب وولده النبي يوسف عليهم السلام وأيام القحط.. والجوع.. وخذلان الأخوة الي بعض الخيانة الزوجية ( والقد)..مروراً بالإدارة والاقتصاد.. أن أحمد قنديل شاعر غني عن التعريف.. يمتلك فلسفة خاصه في كتابة الشعر.. ويمتلك أسلوب متفرد.. قل ما مررت أنا بمشاهدة مثله بدأً من الدواوين (6) .. ديوان ترنيمة على وتر الحلم/ ركض فرس/ لا تهمل النون/ يا بنت عشقي/ما لَم يَقُلُهُ ألِخضُر / الشِّعرُ قَمحُ الطَّيّبِينَ/ وما بداخل الدواوين من قصائد ..مروراً بقصيدته الموسومة التي لا تمل على الأطلاق عند قراءتها … يا يوسف الخير.. يا يوسف الخير .
***
عندِي
من القمحِ
ما يكفيكمو زمناً
فلتحفظوا
القمحَ عن كَفِّ
المرابينا
ولتحفظوه بعيداً
عنْ لصوصِكمو
أمنُ الخزائن
كمْ يحتاجُ مأمونا
لا تخشوا الطيرَ
أنْ يقتاتَ سنبلَهُ
إنْ تطعموا الطيرَ
قالَ الطير :اّمينا
لا لِصَ
يرَ الذي
مِفتاحُنا مَعَهُ
لا
لِصَّ خارِجُنا
بَلْ , لِصُّنا فِينا
يَا يوسُفَ الخَيرِ
مرتْ سَبعنا
عَجفا
قمْ
نادِ سبعَ سِمانٍ ,
في بوادينا
***
وهذه القصيدة تحديداً تعتبر عندي بمثابة شعاراً لشعوب الأمة العربية و مامرت به من ويلات ونكبات وجوع وحرمان نتيجة بعض الحصاريات المفروضة على الأوطان و من بعض حكام الجور والطغيان.. وقصيدة يا يوسف الخير تحديداً تشبه الى حد ما بثوريتها قصيدة الشاعر الكبير أمل دنقل ( لا تصالح) التي ظلت عالقة في أذهان الشعوب الثائرة الى يومنا هذا.. حتى أنني حينما نشرت قصيدة (يا يوسف الخير ) للكبير أحمد قنديل أول مرةً على متصفحي بداية ثورة تشرين في العراق رأيت بعض الأخوة الثوار حاملينها كشعار متخذين مقطع من القصيدة الموسومة .. وقاموا بخطها على شكل لافته في ساحة التحرير..وهي كالاتي
لالِصَ
غيرَ الذي
مِفتاحُنا مَعَهُ
لا
لِصَ خارِجُنا
بلْ لِصُّنا فينا
***
فالمتتبع لقصائد أحمد قنديل يدرك قوة الكلمة وماذا تعني وسط الشطر الشعري وماذا يعني بيت القصيد عنده من المعنى ولب المعنى في قصديات قابلة للتأويل.. وتأويل.. التأويلات..ربما الشاعر غير معني لهذا الفهم وربما كتبها لحالة خاصة به ولكن هذا هو حال الشعر يجعلك دوما تذهب لماتبتغي وتريد في شرح لشرح الشروح مثال ذلك
مَنْ لَمْ يَنَلْ مِنْ شِوَاءِ الشَّاةِ حِصَّتَهُ
….. ذَمَّ الدُّخانَ الذِي يَنْسَابُ فِي السَّاحَةْ
بَـلْ ذَمَّ مَـالكَهَا , مِـنْ سُـوءِ تَـربِـيَـةٍ
….. وقَـالَ : كَـانتْ قُبيلَ الـذَّبحِ نَـطَّاحَـةْ
أ. ق
***
وهكذا يأخذنا الشعر الى البعيد البعيد مثلما يسرح الشاعر في الأخيلة كذلك المتلقي يتبنى قصديات فهمهِ للنص بعيداً عن الشاعر الذي قلنا مسبقاً حينما تخرج القصيدة من يد الشاعر تصبح ملك المتلقي.. فالقصائد عند أحمد قنديل من هذا النوع القابل للنقاش والتأويل ومحاكمة الحرف.. والقصائد عنده مختارة بعناية مركزه مثل فقه العينين وما جاورها من قصائد أخر وأخيراً اليكم القصيدة هذه التي أروم نشرها الى كل أصدقائي الشعراء والمتلقي أللبيب عن شاعر يكتب القصيد بجمال أخاذ كما قلت قل ما نشاهد مثلها في الأدب الشعري الحديث ..أحمد قنديل شاعر كاريز ماتي ومتفرد بأسلوب كتابة القصيد حتى أنني أتمنى أن يقرأ المتلقي كل متصفح شاعر مصر الكبير من الباء الى الياء لكي يحيط علما بمصداق ما أقول عنه فأنا وعذرا من الأنا.. أحيانا أكون مثل أب يجالس أبنائه على مائدة الطعام يأكل معهم..أو يواكلهم لكن ينظر لهم بعين الترقب الى حد ألشبع والأرتواء.. هكذا أنا أريد من يقرأ لي بعض ماأنشر من قصيد لشعراء وشاعرات كبار منهم على سبيل المثال الشاعرة الكبيرة ألاميرة ريم سليمان الخش.. وغيرها الكثير حقيقة أتمنى حينما أضع منشور وقصيدة لشاعر ما أن يقرأ المتلقي ويهرع الى متصفح الشاعر نفسه ويرى بنفسه هل ماقلناه عنه من كلام صحيح.. هذا بطبع يرجع لذائقته ومعرفته هو.. هكذا أتمنى ولابأس أن أتوسل بصديقي المتلقي في هذا الصدد والحث دوما على القراءة والاطلاع لكي يعرف المتلقي نحن حينما ننشر القصيدة ننشرها لهذا الغرض فلابد أن يدرك الأمنيات التي نتمناها خدمة له اولا.. وخدمة للشعر العربي الحديث مع أفضل التقدير لك أيها المتلقي اللبيب ..لذا أترككم مع قصيدة حوار على العشاء الأخير.. للجهبذ عملاق الشعر العربي الكبير أحمد قنديل…
حوار على العشاء
***
قُلت
ومَاذا في عَينيكِ ليَجعَلَنِي
منجذباً , أجلس بين يدَيك
لأجْترَّ الشوقَ الفَاضح
في خلجات عيوني ؟
قالتْ :ْ
لم أفعل شيئَا
إلَّا أنِّي أربكت كتائبَ زحفك
صَوب مَغَانِم اّلائيَ المترعةِ
بخمر فواكهي السكرى
من أدنان حنيني
لم أفعل شيئا
إلَّا أنْ أودَعت بَنادقَ رمشيْ
سِرَّ رَصَاصَاتِ الحَرب
وسرِّ السِّحر الكامنِ
في كلِّ عصيِّ السَّحرة
يوم الزينة يا فِرعونِي
قُلتُ وماذا .؟
قالت : هذا
وأخاف عليك
من السُّكْر ..فقلتُ لماذا ؟
قالت
فودود جدا
طعم المشمشِ في شَفتَي
وَعُشْبِيٌّ جِدا لون عيوني
قلتُ : وماذا
عنْ خَمرةِ خَجلِ الورد
الصَّارخِ في خدَيك
وهذا الشوك الحارس
ما دون الخدين ودوني .؟
قالتْ : أقطُفْ ما شئت
فلا لوم عليك
ولكن حاذر أنْ يدميكَ
الشَّوك على بتلات
غُصونِي
قلت : دَعيني
رَهْن التَّجرِبة
أمَارسْ كلَّ حَقوق
العِشق
وَأشعل
من خَديكِ الكِبريت
لعلي أستدفئ يوما
أو يومين
فقالت : دعني
قلت دعيني
يا أحلى
خطرات جنوني
أ. ق
وأخيرا سلامي للشاعر الكبير أحمد قنديل أسطورة الشعر العربي الحديث.. ومع ودي لكم.. أحبتي قرائي ناس غير عاديين في هذا السفر الجميل من مختارات متصفح الكبير قنديل القناديل أحمد قنديل.