الرئيسية / المرأة والمجتمع / عادات المجتمع العراقي واضطهاد المرأة

عادات المجتمع العراقي واضطهاد المرأة

كتبت : منتهى صاحب الطرفي ـ العراق 

المجتمع العراقي وان تظاهر بالحداثوية فهو مجتمع بدوي الطباع تحكمه الأعراف والعادات القبلية ومن هذه العادات إزدراء كيان المرأة لا لشئ سوى إنها إمرأة فهي دون الرجل بكل شئ وفي كثير من الأحيان المرأة لاتمتلك مصيرها حتى في مسألة الزواج لدى الكثير من الأسر.
أما اذا إجتمعت العادات والأعراف البالية مع الموروث الديني الخرافي فسيكون إزدراء المرأة من الواجبات واقصد بالموروث الديني من قبيل النساء ناقصات العقول وناقصات دين وحظوظ هذه المفاهيم العتيقة البالية لازالت تعشعش في أذهان الكثيرين منا.

في الجيش العراقي الآن هناك قانون يخص التحية العسكرية فمن المعروف ان التحية العسكرية تؤخذ من قِبَل الجنود للمراتب الضباط أو من هم برتبة أقل للرتب الأعلى منهم ويستثنى من ذلك المرأة صاحبة الرتبة الضابط فلا تؤخذ التحية لها وتعوّض مقابل ذلك بمبلغ معين تحت عنوان ( بدل تحية) تضاف لمرتبّها الشهري.

المرأة اذا صارت أرملة أو تطلقت وهي في متوسط العمر ولديها أبناء لايمكن ان تتزوج فهذا من المعيب في أعرافنا البالية وليس من المهم لدينا ماتعانيه وتقاسيه من فراغ نفسي وحاجة إنسانية خالصة وهي حاجتها للرجل هذا ليس مهماً لدينا مايهمنا هو المحافظة على الأعراف والتقاليد البالية.
لذلك نلاحظ معظم النساء اللواتي فقدن ازواجهن يراجعن عيادات الأطباء بشكل منتظم والسبب مالحق بهن من أمراض نفسية تفاقمت وصارت أمراض عضوية أهونها الضغط والسكري والصداع والضعف الجسدي العام.

وترى الشاب العراقي عندما يتعرف على فتاة ويثبت رقم هاتفها بجهازه النقال يكتب عليه ( أمل حياتي ) أو ( حبيب الروح) أو شئ من هذه المفردات الرومانسية وعندما يخطبها يغير العبارة القديمة ويكتب عبارة جديدة مثل ( الكبد ) وعندما يتزوجها يغير العبارة القديمة ويستبدلها بعبارة جديدة ويكتب ( البيت) وعندما يرزقون بأطفال يغير العبارة القديمة ويكتب ( وزارة الداخلية) أو ( أبو كاظم) فالرجل العراقي يجلد ذاته لو عرف أحدهم اسم زوجته وهذا نابع من المنظومة المجتمعية العامة التي تزدري المرأة وتنظر لها على إنها عورة فيجب ستر حتى إسمها عن الآخرين.

وهناك من يمنع أخته أو زوجته أو إبنته أو إحدى قريباته اذا كانت له سلطة عليها يمنعها من إستخدام الإنترنيت ومواقع التواصل الإجتماعي بشكل خاص بذريعة ان الإنترنيت يجلب المفاسد وهناك من يمنع أمه وكأنه يريد أن يربيها ويعلمها الصح من الخطأ وكأن المرأة التي لاتستخدم الإنترنيت معصومة من الخطأ فالمفسدة الأخلاقية موجودة في مجتمعنا قبل شيوع الإنترنيت عام 2003 فلماذا انتشر الفساد الاخلاقي في مجتمعنا بالرغم من عدم وجود الإنترنيت؟

كل إنسان تمنعه أخلاقه ونشأته وتربيته التي تربى عليها فإذا بني فكره وأخلاقه على قيم رصينه سيعرف ماهو الخطأ ويتجنبه حتى وان تصفح الإنترنيت صباح مساء والمرأة ليست بمنأى عن هذا السياق هذا من جهه ومن جهه أخرى من قال إن كل مافي الإنترنيت مفسدة فاليوم كل الناس بما فيهم المثقفين ورجال الدين يستخدمون الإنترنيت وكذلك مواقع التواصل الإجتماعي فقد أضحت هذه المواقع منتديات ثقافية وأدبية يستفيد منها كل الناس لصقل شخصيتهم ونمو ثقافتهم .

المرأة العراقية اذا ارادت ان تنشأ لها صفحة على ( فيس بوك ) مثلاً فهي تلجأ لإستخدام أسماء مستعارة مثل ( إبنة الجنوب) أو ( بنت الرافدين) أو غيرها من الأسماء حتى لايتم التعرف عليها من قبل أهلها أو أقربائها واذا انكشف أمرها فسيعاملونها وكأنها كانت شريكة زليخا عندما راودت يوسف عن نفسه تتهم بفساد أخلاقها بشكل مباشر .
نحن بحاجة الى ان نتأنّق بأفكارنا قبل مظهرنا وأن ننبذ تلك العادات والتقاليد البالية التي عجّلت موتنا وموت ضمائرنا.

شاهد أيضاً

الابتزاز الجنسي الالكتروني ..يتفاقم ضد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

(ممكن سكايب…ممكن تفتح كاميرا…ممكن نمارس الجنس عبر الكاميرا…انا لبنانية اعمل بصالون حلاقة) هكذا تبدوا الخطوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.