الرئيسية / المرأة والمجتمع / “قرة العين “الطاهرة “النقية”الصافية”فاطمة “نابغة عصرها منذ طفولتها

“قرة العين “الطاهرة “النقية”الصافية”فاطمة “نابغة عصرها منذ طفولتها

كتب : فلاح السوداني ـ العراق 

الكثير من النساء لهن مواقف تاريخية مشرفة وثابته لا تتغير اتجاه عقيدة او دين معين ” مهما تمر بها الظروف القاسية والمعاناة من ظلم واضطهاد وتنكيل وتشريد وتطريد “خط الحرائر على مر العصور منذ بدأ الخليقة والى اواخر قرن الواحد العشرون وهذه المواقف كالرجال اوتٓفيق بعضهم “من خلال اطلاعنها وقرأتنا ودراستنا عن هولاء النساء الخالدات” الواتي التي نريد ان نتحدث عن واحده منها “قصة امرأة شيخية بابية بهائية نابغة عصرها منذ طفولتها فاتنة الجمال “لقبت بـ “قرة العين أو “الطاهرة “سميت المرأة” النقية” او “الصافية ” اما أسمها الحقيقي فهو فاطمة الباراغاني” مولدها 1814 أو 1817 في قزوين تاريخ ميلادها غير مؤكد بسبب تدمير سجلات الميلاد بعد إعدامها “ذهبت “قرة العين “برفقة زوجها إلى كربلاء في العراق” من أجل مواصلة دراسات زوجها في علوم الفقه” حيث مكثت معه ثلاثة عشر عاماً” في العراق التقت بالشيخ كاظم الرَّشتي” الزعيم الثاني لفرقة الشيخية ونائب الإحسائي” وأخذت تدرّس العلوم الدينية إلى جانبه” كانت ورعة فاهمة تتلقى العلوم الدينية وتناقش فيها الى ان اتقنتها جيدا ” قرة العين” هي من أوائل الذين آمن بالباب” ولقد قامت على نشر تعاليمه بشكل علني وصريح ودافعت عنه في الأوساط والمحافل العامة والخاصة “كانت تلقي الدروس وتعلم التعاليم البابية الجديدة أثناء وجودها بمدينة كربلاء في العراق عام 1843 م ” “الطاهرة “مجتهدة في الفقه الإسلامي” وعالمة بالأحاديث ومتحدثة بارعة لا منازع لها في المجادلة والنقاش”اصبحت تهدد وجود رجال الدين لعدم مقدرتهم على نقاشها ومناظرتها والتغلب عليها “بدأ القلق والتخوف منها ارعبتهم “لم يستطيعوا المقدرة اليها دبروا لها المكائد ” لفطنتها وذكائها نجت منها “لم يبقى لهم خيار الى ان اشتكى بعض رجال الدين الشيعة منها الى الحكومة “نقلتها الحكومة من كربلاء إلى بغداد” أقامت ” الطاهرة “في منزل احد رجال الدين “الشيخ محمود خلوصي “مفتي بغداد “والذي اعجب وندهش بعلمها وثقافتها وذكائها ونبوغها وفطنتها ” بدأت في إلقاء الدروس والمحاضرات وتعليم معتقدها الجديد للاخرين في بغداد ” حيث دخلت في معترك النقاشات والقضايا الشائكة مع رجال الدين الشيعة “كسبت قرة العين العديد من النساء والرجال بعد أن أُعجب بادبها واخلاقها وتواضعها وأسلوبها وعلمها “اعتبرها البعض إعادة بعث لـفاطمة الزهراء” كانت داعية بابية شجاعةقوية لاتخاف ولاتهاب الموت ” في مؤتمر هام للبابيين الاوائل “ظهورها سافرة على الملأ ” إثارة الجدل لتنبيه ان البابية هي دين جديد وليست حركة اصلاح إسلامي الذي كان يعتقد به البعض “لها شعر بالعربية والفارسية” وأحيانًا تخلط بينهما في القصيدة الواحدة “وعرفت قرة العين بالخطابة وطلاقة اللسان وفطنتها وسعة العلم وجمالها ” حيث هي اول امراة تأمُ المصلين وتصلي صلاة الجماعة ” منحها بهاء الله خلال مؤتمر بدشت لقب الطاهرة “والتي عرفت به في أوساط الأدب العربي والفارسي “احتجت سلطات بغداد لدى الحكومة بسبب وجود الطاهرة في بغداد “قالو بدل ان تطرح قضيتها في العراق عليها مناقشة وطرح قضيتها في إيران “وفي عام (1847)” صدره من السلطات العثمانيّة قرار بترحيلها ونفيها هي وعدد من البابيين من بغداد إلى إيران”بعد العودة من العراق إلى قزوين يقال إنها كتبت رسالة في الدفاع عن الشيخية “وأخذت في الترويج لها” ومكاتبة سيد كاظم “فتأثر كاظم بها ولقبها بـ”قرة العين” وهو لقب كان يطلق على الفقهاء والمجتهدين وإطلاقه على امرأة كان غير متعارف عليه” الطاهرة فاطمة ” كشفت النقاب في وسط حشد من الرجال في مؤتمر البداشت” ليتسبب كشفها النقاب أمام الرجال في إثارة الكثير من الجدل حتى سمّاها الباب “المرأة النقيّة أو الصافية “حاربها اقرب الناس اليها زوجها طلقها واخذ اطفاله منها ومنعها من رؤية أولادها” اربكت ” قرة العين ” السلطات الايرانية وقلقتهم وجعلتهم يرتجفون منها انذاك ” اعتقلوها وعذبوها ووضعت تحت الإقامة الجبريةخلال ثلاث سنوات “أتى الكثير من رجال الدين والفقهاء لمجادلتها لكنهم جميعاً دحروا و هُزموا في ذلك الوقت ” إلى أن اثنين منهم حكما بالإعدام عليها في طهران الاسكات صوتها “في 16-27 أغسطس 1852 أعدمت الطاهرة في السرّ”وألقي بجثتها في بئر” وبعد ذلك تم إحراق جميع مخطوطاتها وثيابها “وهي المرأة الأولى في إيران التي تم إعدامها بتهمة الإفساد في الأرض “انها صرّحت قبل موتها: «يُمكنك قتلي متى تريد” لكن لا يُمكنك إيقاف تحرر النساء». رفع البابيين والبهائيين منزلتها مُنذ موتها إلى مرتبة الشهيد” ووصفوها بأنها أول امرأة شهيدة بسبب الرأي “كرّمها البهائيون والأزليون” ودائمًا ما ذكرها الأدب البهائي كمثال على الشجاعة في الرأي للدفاع عن حقوق المرأة”
امرأة عظيمة قوية الارادة والاصرار دافعت عن عقيدتها ولم تخضع وتركع للضروف القاسية التي واجهتها “وقفت شامخة تضاهي وتتفوق على الكثير من الرجال” امرأة بمفردها حققت مالم يحققه قادة بجيوش جرارة ” فل يتعلم النساء من هذه المراة الصمود “والتضحية “والايثار “لتمسكها بعقيدتها والدفاع عنها الى ان ذهبت مقتوله من اجلها “وخلدها التاريخ ويذكرها انها امرأة خالدة”يتناقلها الاجيال جيل بعد جيل “

شاهد أيضاً

من الألعاب الشعبية في قضاء المْدَيْنَة الحلقة الثالثة والأخيرة

كتب/ أسعد شهاب اللامي ـ العراق  لعبة الكبي( توكي الحجل- أكشيط):  لعبة يمارسها الصبيان والفتيات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.