كتب : فلاح السوداني_العراق
دوله ميسان ” عاصمتها المذار التي تقع شرق قلعة صالح سميت ميسان عدة تسميات وحسب الاقوام وديانتهم والغتهم التي كانت تسكنها ” السريانية يسمونها ميشا و العبرية ميشون والاراميه ميش والفارسية ميسون وسميت ( كوره دجله ) وتعني القرى الواقعة على امتداد نهر دجله ” وسميت المذار ” في سنة 225 ميلادية احتلت مملكه ميسان من قبل الفرس وغير اسمها إلى( استر أباد ) أو ( اردشير ) تاسست ميسان في عهد الملك السلوقي ( انديخوس الرابع ) حكمها 19 ملكا” هدمت بسب الفيضانات وأعيد بنائها سنه (166 ق.م) من قبل احد الملوك السلوقيه وهو ( هيسباوسينس)” وفي سنة (324 ق.م ) بناها الاسكندر المقدوني ” وسمها على اسمه كرخينيا المشتق من اسم كار اكس (charaxe) والذي يعني بالعربية ، الاسكندريه نسبه إلى الاسكندر المقدوني ” اما عاصمتها العمارة ترجع إلى عام (665) للهجره أي بعد إستيلاء العثمانيين على العراق بثلاث سنين “وهي خليطا من العشائر أجتمع وسكن بهذا المحل ومثل هذا الخليط يطلق عليه في اللغه الدارجة حينذاك اسم (عمارة) تاريخها قديم وسكانها من مختلف البلدان وتحتوي الكثير من القوميات والديانات “خليط ذات غالبية مسلمة كما كانت سابقاً مركزا هاماً لتواجد اليهودية والمسيحية والصابئية ” فهي متنوعة منذ نشأتها تنوع ديني ” يعيشون بسلام في مابينهم متواددين متحابين” فرحمهم وحزنهم واحدا تاريخ عريق وطيب مليئ باللحمة والتربية الاخلاقية بعيد عن الحقد والكراهية ” مسكن وطعام وعادات وتقاليد واحدة لافرق بينهم
قادتني قدماي الى تلك المنطقة التي كان يعيش فيها المسلم واليهودي والصابئي والمسيحي سميت على اسم كتاب اليهودية (التوارة )حيث يوجد البيوت التي تحتوي على المعالم اليهودية كالشناشيل والنقوش والرموز التي تشير اليهم” وجدت بعضها معالمه موجودة والاخر اختفي تماما ” يوجد فيها معبدهم الذي كان صرحا عظيما “وهو معلم تاريخي واثري من معالم ميسان ” اصبح المعلم الذي يعود الى مئات السنين الى مكب نفايات وثم تحول الى بيوت يسكنها الناس وهذا موشر خطير جدا لاتلاف وتهديم تراث العراق القديم واقصاء وتهجير وترحيل فئة معينة من سكانه الاصليين بحجة نهم ذميين “لم تبقى منهم عائلة واحدة في هذه المنطقة وعموم ميسان “الانه البيوت وقطع اراضي كثيرة تصادرت “والبعض منهم من الديه نفوذ في الدولة سجلها باسمه” و بيوت استغلت من قبل اهالي المنطقة ويدفعون الايجار اليهم واخرى مقفلة هدمت سطوحها ونهارت حيطانها اكساها التراب ” متداخله معها بيوت ومعبد المسيحين الذي عائلاته موجودة والبعض الاخر رحله من المنطقة وتوجد بالقرب منهم كنيسة المسيح (ام الاحزان) تعد كنيسة أم الأحزان من أقدم الكنائس الأثرية المسيحية في المنطقة الجنوبية في العراق اذ أنها أنشئت عام 1880 في منطقة التوراة بمركز مدينة العمارة في العراق شيدت على مساحة 1600 متر وتحتوي على العديد من اللوحات الاثرية النفيسة وكذلك تحتوي على مكتبة فيها اندر الكتب واقدمها” يمارسون طقوسهم الدينية فيها وتعتبر كنيسة ام الأحزان مقصداً لجميع الطوائف حتى من غير المسيحيين اذ يقصدونها لقضاء حوائجهم ويقدمون اليها النذر “ومن الطوائف الاخرى التي تسكن المنطقة والعمارة الصابئةالمندائية ، هي أحد الأديان الإبراهيمية، يؤمن أتباعها بأن يحيى بن زكريا هو صاحب رسالتهم، ويؤكدون بأنهم أول وأقدم الديانات والشرائع التوحيدية. وأتباعها من الصابئة يتبعون أنبياء الله آدم وشيث وإدريس ونوح وسام بن نوح ويحيى بن زكريا، وقد كانوا منتشرين في بلاد الرافدين وفلسطين، ولا يزال السواد الأعظم من أتباعها في العراق، كما أنهم متواجدون في الأحواز بإيران، إلا إن عددًا كبيرًا منهم هاجر بسبب الحروب وسوء الأوضاع الأمنية في العراق” والمعروف عنهم حرفيين ويعملون في صنع الكثير من الات الحادة كلسكاين وغيرها ويعملون في المصوغات الذهب وايضا يعملون المشاحيف والات الصيد دائما يسكنون بالقرب من الانهار على ضفاف نهر دجلة “في 1974 تم شيد معبد المندائيين الصابئة على ضفاف نهر الكحلاء “يعد من الاماكن المهمة لممارسة طقوس الديانة ” اهم الأعياد والطقوس للصابئة المندائيين “العيد الكبير ،والعيد الصغير (عيد الازدهار) وعيد الخليقة (البرونايا ) منهم شخصيات ميسانية رفعة اسم العراق عاليا وساهمة في تقدم مسيرته لعلمية والثقافية والاجتماعية” العالم عبد جبار عبد الله والدكتور عبد العظيم سبتي والشاعر عبد الرزاق عبد الواحد وناجية المراني ولميعة عباس عمارة وغيرهم .
كان في الماضي التعايش السلمي والتنوع الديني يسود البلاد ناتج من روح التاخي والمحبة بين الطوائف كانهم من اب وام واحدة كل يمارس طقوسه الدينية ويمارسونها معه حيث في اعياد المسيح يشاركهم المسلمين واليهود والصابئة وفي عاشوراء تدق اجراس الكنائس وتخط لافتات الصابئة حزنا على الحسين واهل بيته وفي البنجه الكل يذهب الى الشريعة على جرف النهر يشاركون الصابئة في طقوسهم وكان الجميع يزور معبد اليهود”مسالمين متحابين فيما بينهم”بدئة بتهجير يهود العراق منذ القدم سنة 1948، وصودرت أملاكهم وأموالهم فيما بعد وأسقطت عنهم الجنسية العراقية بحجة انهم ذميين ”
عام ٢٠٠٣ بعد سقوط النظام السابق دخلت خطابات الكراهية والعنف بقوة من الطائفيين الذين يريدون فك الحمة وتفريق العراقيين على اساس الدين والمذهب والعرقية والاثنية “اضدهد الصابئة وحاربهم المنتفعين واعتبرهم مستضعفين ومن الاقليات في المنطقة ويعتبرونهم ليس اصحاب كتاب سماوي لاياكلون ولايشربون منهم لايعطونهم ولا ياخذون منهم يعاملونهم معاملة غير حضارية ” حسو بالخطر و مضايق عليهم ” هاجر الكثير منهم والقسم الاخر هجر تهجير قسري بحكم العشائري والقبلي” والديني “هاجر وهجر الكثير وبقي قسم منهم مستضعفين”المسيحيون في ميسان من الاقليات وعلى وشك الانقراض هاجر الكثير منهم بنسبة عالية “لم يبقى من سوى ١٨ عائلة مسالمة محبة لمحافظتها “
بقي القليل من ابناء ميسان ممن لديهم روح المواطنة والانسانية وحب الاخرين والتعايش فيما بينهم وبث روح المحبة والتواصل الاجتماعي وتعزيز الاواصر والمحافظة على العادات والتقاليد القديمة” علينا ان نسعى جادين ونضافر جهودنا من اجل ارجاع التراث العريق ورد المياه الى مجاريها ومحاربة ونبذ خطابات الكراهية التي تفرق الشعوب وعلينا لم الشمل وارجاع الهوية التنوعية من مختلف القوميات والديانات عراق الحضارات الكلدانية والبابلية والاشورية والسومرية عراق اليهودية والمسيحية والصابئية والاسلامية عراق الايزيدية والزرادشتية والكاكائية والشبكية” بلد الطوائف والاديان تربطه رابطة عريقة وهو حب الوطن .