الاضواء/ قطرالندى السعد ـ العراق
يحكى انه كانت هناك امراة توسمت تقاسيم وجهها تعب السنين، شاخت قبل أوانها، قلبها المفعم قد اعطته الحياة ماتشاء بخله، لا بمقدار ما تحتاج اليه…. تعيش وحدتها، وانفرادها، رغم الكثير من حولها؛ تشعر بمرارة الحنين الى ذلك الذي استوطن أعماقها منذ أعوام عدة، دون ان تسمع منه خبر، او لقاء….. كان صوته يدوي بأركان روحها المتكسرة…..عاشت معه الحب كأنها اعوامآ من مراهقة بيضاء فاتنة ترتدي الملابس الزاهية الفاخرة، تؤطرها ازاهير العشق والهيام…. كانت تنتظر منه ولو شعاع من الأمل، ليعود، فتزهر حياتها بعد إن اصابها الجفاف، كصحراء قاحلة ،مات كل عشب ٍ فيها…. بقيت تواسي نفسها من خلال عصر الإنترنيت، فهي تجلس لساعات طوال امام هاتفها الصغير، رغم انه لايملك سوى سرقة احزانها، وأملها بعودة ذلك المرتقب من بعيد….. تجد في ذلك متعتها، فهي تسرح بخيالاتها نحو الماضي الجميل من خلال برامج التواصل الاجتماعي، الذي حمل في صفحاته لحظات من الذكريات المفعمة بخلجات نفس ،ذاقت الحب في اعتى وابهى الصور…… وذات يوم….حدث مالم يكن بحسبانها….. كأن الشمس عادت لتخبرها بموعد الصباح من جديد…. صوته يطرق اسماعها…. من ؟ اكرم؟ رد عليها…نعم اكرم…حبيبتي اسمرت في مكانها من غير حراك ….. عاد الدم الى اوصالها ….. نسيت انها امراة ولم تعط فرصة للشباب ان يقتربوا منها رغم الكثير من يتودد ليبوح لها بالاعجاب ولو بالتلميح….. بقي قلبها رهينة الماضي ،نابضآ لذلك الغائب الحاضر… مرت الايام ،تواصلهم مستمر …اصبحت تضج بالشباب… ويزداد كلاهما تعلقا بالاخر …عاد وجهها مصبوغا بحمرة السعادة ،التي طالما لامست روحها اثناء احاديثهما المتكررة … واخيرا ،قرروا ان يتكلل الحب العنيف بالنهاية السعيدة ،ويقطعوا ذلك الصبر الطويل..والشوق ..والبعد الهالك ..ببيت يجمعهما …وسقف واحد… بدأوا يرسمون الطريق لبناء حياتهم… رغم ذلك قلبها يتشقق خوفا من المكتوب ..تخشى لسعة القدر ،فقد ذاقت الامرين لبعدهما … ارادت ان تكتب له رسالة …كتبت مطلعها … ماذا اكتب عن ذلك القديس ،الذي كنت اجول في معبده …اصلي بمحرابه ..كتائه ضل طريقه ليجد الملاذ والمأوى .