الرئيسية / آراء حرة / خير الامور أوسطها

خير الامور أوسطها

كتبت :رشا رعد ـ العراق 

إذا كنت مخيرا بين عرضين كلاهما متطرف فلا تختر أحدهما ، ففي كل تطرف مفسدة ، ولو لم تكن في الخيار ، ووقفت بين خيارين أحلاهما مر ، فأختر أهون الشرين ، لعلك بذلك تحصل ولو على نزر يسير من الخير. ويعلل ذلك (الكاتب علاء صابر الموسوي) بقوله : مادام الاسلام يريد أن تكون حراً مستقلاً وغير خاضع لأي ضغط داخلي أو خارجي ، فأن بأمكانك طرح الحلول الوسط التي تجنبك شر التطرف باتجاه السلب ، وشر التطرف باتجاه الايجاب . فالمغالاة انحراف ، كما أن الإجحاف انحراف وخير الامور أوسطها… فما ينبغي لنا كشبان وكفتيات أن نفهمه في الحياة ، أن الأمور ليست دائما إما اسود وإما أبيض ، فلو بحثت لوجدت أن هناك منطقة وسطى بين( الابيض) وبين ( الاسود) وهي التي يطلق عليها( بالمنطقة الرمادية) . التي يتناولها (الكاتب الموسوي) وهي منطقة موجودة في المسائل الحياتية المرنة ، وليس في المباديء والعقائد ، فليس هناك منطقة وسطى بين الحق والباطل ( فماذا بعد الحق إلا الضلال) ؟! … ولكن قد يكون شيئا قريباً من الحق والآخر أقرب منه وهكذا ولكن إذا خرجت من منطقة الحق تماماً فهناك باطل لامحالة . اذا تبقى الوسطية حفظ وأمان مثال ذلك السائق المتهور يرتكب الحوادث المؤسفة ، والذي يقود سيارته ببطء شديد سوف يؤدي إلى حادث مؤسف أيضاً . فلا السرعة السريعة صحيحة ، ولا البطء الشديد أو السير السلحفاتي صحيح . وإنما السرعة المعتدلة التي تحددها قوانين السير لكل شارع ، هي التي توفر الأمن والحماية والسلامة للسائق نفسه ولمن يركب معه ، أو للذين يسيرون أو يعبرون الشارع ، وللسيارات الأخرى أيضاً . كذلك ان الاعتدال في تناول الطعام يوفر الحماية الصحية للانسان ، فكما أن الإكثار من الطعام يسبب اعتلال الصحة ، فإن هجر الطعام يسبب الاختلال فيها أيضا ، ولذلك تجد أن الأصحاء هم الذين يأكلون بانتظام ، ويعملون بانتظام ، وينامون بانتظام ، ولذا كانت الصحة تاجاً على رؤوسهم . ويتناول (الكاتب علاء صابر الموسوي ) في كتابه الوسطية في الطريق: الحياة في جانب نظرت إليها ، لاتعدو أن تكون واحدة من حالات ثلاث: إفراط في شيء ، أي مبالغة فيه ، أو تفريط في شيء ، أي تقصير فيه ، وحالة بين بين وهي مانسميه بالاعتدال…. اذا دعوا حياتكم هانئة سعيدة ، المعيشة المتوسطة التي تكفل للانسان تأمين احتياجاته الضرورية ، وتكفيه مؤونة الإستدانة والإقتراض ، بما يجعله قرير العين هانيء البال لايشتكي عوزا ولايعاني تخمة أو بذخا مسرفاً ، ونحن هنا لانتحدث بطريقة حسابية رياضية هندسية ، تقيس الامور بالمسطرة ، فالحالة المتوسطة هي حالة بحبوحة العيش وليست الخط الفاصل بين الفقر المدقع والثراء الفاحش ، وإلا ماكان الله أمرنا بطلب الرزق والتوسعة فيه. وعليه أن الوسطية جميلة في أشياء الحياة المختلفة الا في طلب العلم فزيادة العلم زيادة في الخير…

شاهد أيضاً

منهاج الديكتاتورية الحديثة

كتب: أمجد حميد-العراق ارتفع شأن الانسان حين انتقل من الحياة البربرية الى الحياة المنتظمة التدريجية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.