الرئيسية / الثقافية / الزائر المفاجئ

الزائر المفاجئ

كتبت : نجلاء الحبيب

 

لم أكُن على نِية سَفر ،

ما أعددتُ حَقائبي ، وَلَم اربط أحزمتي ..

لكن !! جائَني القَدَر  !  جائني كَبرقِ وَقَال لِي :

هَيا …

رَكبنا انا وَقَدري المَوج معاً ..

وإذا بِنا نرتطم بأمواج كثيرة و منذُ البداية ..

ذُهِلت ..

لاطريق للعودة ولا مَرفأ امان ولا فَلتُّ من زِمام امري !

ماكان عَلى سوى مواجهة الأمَوجٍ إما أن أجتَازها او ان تغتَالني !!

رَبَطتُ جأشي وَتَ سَلحتُ بإيماني ..

جمعتُ جنودا سَاعدَتني ..

تَجَهزت وَقلتُ لَها واجهيني ..

هُنا غَدَرَ بي قَلبي وأضعَفَني ..

وغَدَرت بي مَحَبَتي لِمَن حَولي فَقَيَّدَتني ..

خفت…. بَكَيت…. صَرَخت…..ارتَجفت

…. صَليت

…. تَوَجعت وَ تَوَجعت وَ توَجَعت

وفي لحظة إنكِساري سَقَطت …

مِن الارضِ للسَماء تَضَرَّعتُ ، ورفعتُ يدي لِخالقي الذي يَملك روحي

وعُمري وَعَافيةُ بدَني وسكينة قلبي ..

بدعائي و بكائي ورجائي ،  بذِلٍ و خَوفٍ ، بخشوعٍ وَ يَقين …

وَنَاجيتُ كعادتي

أ يارب ..أ يارب ، إن جاء أجلي ، فأرحمني وأغفر لي ،

وإن اكرمتني بمزيدٍ من الأيام ، فإجعل العافية مُستقَرَ بَدَني ، والسَكِينة نَبضَ قَلبي

ناجَيت …. بَكَيت…. تَرجيت .. 

واذا بي أقف وأصمُد من جَديد ..

نَعم …

مَازلتُ ها هُنا ، وَمَا زالو مَعي والنبض لي وَ طريق الحياة امامي ..

الكريم الحنَّان ، بكرمه ورحمته استَجَاب لي ..

مَرَ على يومٌ ونِصف من الراحة والسكينة

وَها انا الآن أمُر  بمَوجةٍ أخرى !!

فيها يرتجفُ قَلبي ويتألم جَسَدي ويحتارُ عَقلي !!

ف يا ارب كُن مَعي ومع مَن أحِب وَلا تُريني فِيهم بأساً ..

شاهد أيضاً

قـراءة فـي روايـة فـرانكشتاين  في بغـداد )) للروائي احمـد سـعـداوي

كتب : جمـال  عـابـد فتـاح ـ العراق هذه الرواية من طباعة منشورات الجمل / بيروت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.