كتب : المحامي علاء صابر الموسوي ـ العراق
لو افترضنا جدلا أن هناك خطأ …. وقد تذهب بعيدا في التقاط أخطاء الآخرين وتتبع عثراتهم للتشهير بهم. وكانك لاشغل لديك سوى ذلك. أو انك المكلف بتقديم موقف عن ذلك الخطأ…واذا بك ذات لحظة أو ذات صحوة. تتوقف لتنتقد هذه الحالة(عندك) وتخاطب(نفسك) : لِم تفعلين ذلك؟ ((،أن الله يحب الستر والساترين وأنتِ( اي لنفسه) تهتكين الستر. إن هذا مما يشينك….
وتستمر تخاطب نفسك: أما نظرتِ إليكِ لتري كم فيك من العيوب والعثرات؟ كيف سيكون موقفك اذا كان هناك من يتبعك ويتقصى عيبك ويعمل لك بمثل ماعملت مع الاخرين ، هناك نقد يأتي من حب وحرص وإخلاص وتقدير للمسؤولية الشرعية… ونقد يأتي كشماتة وانتقاص وتقريع وتوبيخ و(( كل اناء بالذي فيه بنضح)) . لا أن يكون نقدا هداماً !؟ أو جارح أو تسقيطي الذي بنفخ في الخطأ ويضخمه(( أمام الآخرين).. فالنقد الذي يتخذ صفة التجريح والاستهزاء ووووالخ ليس نقدا بل هو ( حمق).. وهناك الكثير من الحساد والمتحسسين والحانقين والحاقدين والمتأزمين المحتقنين. الذين ماان يرو شيئا ظنوه خطأ،حتى ينفجروا كأنهم قنابل موقوتة أو يهجمون عليه بسهام نقدهم حتى بثخنوه بالجراح… (( المسلم مرآة أخيه، فأذا رأيتم من أخيكم هفوة فلا تكونوا عليه ألباً، وكونوا له كنفسه ،وارشدوه وانصحوا وترقبوا به))…. قلت لو افترضنا جدلا انه خطأ ويتطلب النصيحة! أي لاتنقضوا عليه انقضاض الصقر على الفريسة. بل ساعدوه على أن يتجاوز عثرته، فبدلا من أن تستره. أو تحاول تنبيهه سرا من اجل إصلاحها ..تقوم بفضحه والانتقاص منه امام الملأ أو زملائه أو اخوته. فهذه اساليب النقد المرفوضة والممجوجة، فهو ليس نقدا وإنما تجريح واستهزاء واستخفاف وازدراء بالاخرين. ممكن ان تنتقد ،، لكن بينك وبينه لا أن تقوم بالعكس!! فالأول يمثل التسديد ويعبر عن الاخلاص والجرأة والموضوعية. واما الثانية فهي تمثل التحطيم. وتعبر عن اكل لحم اخيك… يمكنك أن تلجأ إلى طريق أو حل آخر غير ترك مخالب الخواطر الهدامة تنهش في صورة اخيك، ممكن ان تعاتبه جانبا وفي رواية( العتاب صابون القلوب) واطرد الظنون والخواطر الخبيثة التي تنمو بعيدا عن الضوء ، لذلك فالنراعي اصول النقد وآدابه وخطوطه الشرعية. لا أن نغتاب أو نفسق وننتهك حرمة الاخر وكرامته. وقد لاتكون في نقدك صحيحا.