تحقيق/دعاء أبو رغيف
يبقى الزواج على مر العصور وفي مختلف الأديان السماوية هو أسمى العلاقات الإنسانية التي تحث على الترابط والتكاثف المجتمعي والذي بفضله تحصن الجوارح وتؤلف القلوب حيث قال الله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} [الروم: 21] لكن للأسف أصبح شيئامرعبا للمقبلين علىالزواج بما يترتب عليه من تكاليف باهضة تثقل كاهل الرجل.
للعشائر دور كبير في وجود هذه الظاهرة أو انعدامها
نوه الشيخ أبو محمد الساعدي على شيوخ العشائر التدخل وأخذ دورهم في هذه المشكلة ومساعدة الشباب من خلال فرض قوانيين تجبر أفراد العشائر على تقليل مهور بناتهم مع الالتزام بضمان حقوق المرأة وإعطاها كافة مستحقاتها ومايضمن لها العيش الكريم والأهم مساعدة الشباب في الزواج إذا كانوا ذويأخلاق و على قدر مسؤولية الزواج
حيث وضح الشيخ سيف السعدي أن الإسلام ومذهب أهل البيت عليهم السلام حثوا الشاب المؤمن على الزواج كما جاء في قول النبي محمد (صلى الله عليه وآله )[إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ]ورواية أخرى تقول [خير نساء أمتي أقلهن مهورا]للأسف الشديد أصبحت بعض سنن العشائر تسري حتى فوق الدين والثوابت الإسلامية وغلاء المهر يسبب عزوف الشباب عن الزواج وبالتالي يكثر البغاء ويكثر الزنا ويكثر التحرش وحالات الجريمة المنظمة وغيرها فنحن بحاجة إلى توعية تامة إلى عوائلنا الكريمة من الإعلام أوالنشر على مواقع التواصل الاجتماعي منخلال إقامة الندوات.
وأكد الشيخ علي الشريفي بضرورة الرجوعإأسلام والسنة النبوية
ادلى بورده الأعلامي علي هاشم ـ الحقيقة بما أن مجتمعنا مجتمع عشائري لذا يقع العاتق الأكبر على العشائر في معالجة هذه الظاهرة التي باتت خطيرة في الآونة الاخيرة في المجتمع لذلك يجب عليهم فرض بعض القوانين او بما يسموها السنن العشائرية لوضع او تحديد المهر بمبلغ معين او معقول حتى تسهل قضية الزواج في المجتمع وخصوصا نحن في طور التطور والحداثة لذا يجب أن تعد العادات والتقاليد مناسبة لهذا وقتنا ومراعاة الظروف التي يعانيها المجتمع من حروب وازمات
المهر في الغالب يتبع الرقعة الجغرافية او التقليد العشائري
اشار بقوله هذا الفنان محمد حنش مع تأيد لكلام التربوي محمد قاسم نادراً مانجد مهر يخرج عن هذين الاطارين
المهر يتبع الرقة الجغرافية وكذلك تفكير بعض العوائل حيث إن المهر العالي يدل على مكانة ابنتهم والبعض الآخر لا متعاونين جدا ويقدرون حالة الشاب.
فأضاف محمد قاسم انا ضد المهر العالي ومع الاختيار الجيد؛ الاختيار الجيد اكبر ضامن للحياة الزوجية علينا الانتباه لنقطة مهمهة بعض الرجال يكونوا ضحية الاختيار السيء فبعد فترة وجيزة من إتمام زواجه يجد نفسه متورط مع امراءة يريد أن ينهي زواجه فالمهر هنا يعيق اي عملية انفصال.
إن المرأة العراقية لا تمتلك الاستقلالية،لأنها لا تمتلك دخلا خاصا بها
افاد الاعلامي محمد هيثم الأمارة إن الحروب والبطالة وانتشار الجهل فقد بلغت نسب العنوسة في العراق حسب دراسات غربية 70% وقد احتل العراق المرتبة الثانية عربياً بعد لبنان اللتي احتلت المرتبة الاولى ومن بين عدة اسباب. هو ارتفاع مهور النساء فهناك كثير من العوائل العراقية تشترط الزواج لبناتها بالقدرة الاقتصادية والمالية التي يمتلكها الشاب المتقدم للخطبة وتغض النظر عن الاخلاق والتحصيل الدراسي وهناك الكثير من الشباب الذين يعانون البطالة لذلك لايُقبلون على الزواج خوفاً من رفضهم. وفكرة غلاء المهر موجودة بين صفوف النساء المتعلمات ويضعن هذه المبالغ كضمان لهن. مما يدفع النساء المحرومات من التعلم وضعف الحالة المادية للقبول بأي زواج مما ينتج مشاكل وكثرة حالات الطلاق وبحسب ممثلة هيئة الأمم المتحدة لشؤون المرأة في العراق، فرانسيز كاي، فإن واقع المرأة العراقية من الناحية الاقتصادية يواجه مشكلة كبيرة، فحسب إحصائيات منظمة العمل الدولية فإن 14% من النساء العراقيات فقط يعملن خارج البيت، وهذه النسبة هي الأقل على مستوى العالم، وهذا يعني أن المرأة العراقية لا تمتلك الاستقلالية، لأنها لا تمتلك دخلا خاصا بها.
المهر ضمان لبداية جديدة لها
بينت الباحثة الاجتماعية اماني حسن : يعتبر المهر هو ضمان حق الزوجة بعدم اذية الزوج لها في حال قرر أن يطلقها بأي وقت ، المهر هو ضمان…لأن بالنهاية الزوجة تتحمل مسؤولية وأن كانت فقط الخدمات لكنها تساعد الرجل أن يرتقي لمكان افضل وتوفر له بيئة امنة وتبذل سنوات من حياتها ففي حال قرر الرجل أن يطلق المرأة فالمهر هو ضمان لبداية جديدة الها.
في الوقت ذاته ضد المهر المقدم لأنه اقرب للمتاجرة بالمرأة مع وجود مؤخر في حال اعتبر الرجل الزواج مجرد نزوة وقر أن يغير وهذا ماايدته بقولها الاء احدى الفتيات التي تعاني من فوبيا الزواج بسبب ما يسمع من مشاكل زوجية وكثرة حالات الطلاق.
المهر وعزوف الشباب عن الزواج ليس بسبب الفتاة
اعرب برأيه الناشط المدني عباس الكوخي في إن المهر وعزوف الشباب عن الزواج ليس بسبب الفتاة إنما عائق عام بسبب الركود الأقتصادي وقلة فرص العمل وأن وجد فلا يكفي لمصاريف زواج وتأسيس اسرة لذلك يلجأ الشاب إلى الحياة العزوبية افضل بكثير من حياة زوجية دون تدبير امر المعيشة
سن قانون مكافحة العنف الأسري هو الحل الأمثل لهذه الظاهرة
اكدت القانونية رسل السراي بأن المهر بما فيه من جوانب سلبية وايجابية للفتاة والشباب فأن الحل الأمثل لحل هذه الظاهرة وضمان حقوقهما هو سن قانون مكافحة العنف الأسري.
عقد دورات التثقيفية و ورش مختصة للشباب المقبلين على الزواج اشار هاشم الرماحي رئيس منظمة الشباب للتنمية وحقوق الإنسان ومؤسس مشروع الإنسانية تنتصر.
في الحقيقة لا يخفى على الجميع القاصي والداني تدهور الأوضاع الاقتصادية في العالم اجمع والعراق بالأخص لهذا نرى اقبال الشباب على الزواج يكاد معدوم او يصل إلى خمسة بالمية.
واليوم نرى غلاء المهور من قبل الاهالي وكأن قيمة الفتاة هي بمبلغ المهر الذي يصل في بعض الأحيان إلى ارقام خيالية لذا نحتاج الى دورات تدريبية وورش تثقيفية متخصصة للشباب المقبلين عالزواج.
في الختام اتمنى أن تكون فعلا هناك دورات تثقيفية وايضاح جوهر الزواج وليس الأهتمام بالمظهر الخارجي بالتبذير المالي مع التمني أن يكون الأختيار وفق المبادئ الأخلاقية والأبتعاد عن التكبر والترفع عند بعض العوائل ونأمل من عشائرنا الكرام أن تحذو حذو عشائر قبيلة الجبور التي اجتمعت لتخفيض المهر على الاّ يتعدى المهر مليونان دينار عراقي واخرى اكتفت بمليون فقط وكذلك الغي شرط الذهاب إلى صالون تجميلي لتسهيل امر الشباب بينهم.