كتب : كاظم شلش ـ العراق
الحرف.. هو الحرف..وللكلمه.. معاني ودلالات اخرى منها ماهو متفق عليه لغويا.. ومنها مايأتي به الشارع القائم نتيجة التعاملات اليومية حسب ألهجات وانصهار اهل القرى والارياف بتداخل مع اهل المدينة باعتبارها الحاظنه الام للتمدن والقابلة للتمدد والُجاذبه للهجره.. وبما أن أفرازات
القرى والارياف بقت محتفظه بالهجة الدارجة رغم انصهارها في المدينه وثقافتها المتعددة الجاذبه وذلك من خلال البيئه ووحدة المكان (والزمكان) وتأثيرها في التعاطي.. وحينما تم التلاقح والاندماج في مابين المدينة والارياف لتصبح خليط متجانس تْتْوَُه بُّها. لُسِعتْها لُكِنَ بّقًى
بإمكان احدنا ان يتعرف من خلال نطق احدهم بالإشارة والمعرفة عن كثب بأن صاحب هذَه الهجه من هذا المكان او ذاك سِوَاء كِانَ هذَا مٌحُلُيَا اوَ عرَبّيَا.. اما اللغة الام المتداولة عند اهل الثقافة برغم من الاختلاف وتنوع الاختصاص وبعد الامكنة لازالت هي الام المحاظنة لُلغة مٌنَ الُتْشِتْتْ وَالُضُيَاْع .. وهذا يرجع بالدرجة الاولى لشعراء الفصحى في المحافظة على اللغة العربية (الام)من دون ان يمسها شي۽.. بغض النظر عن الشعرا۽ الشعبين وما تداخل في قصائدهم من كلمات متعارف عليها هي من كسب مدلولات البيئة الشعبية وتعاملاتها الحاظنة لكل طرف من الاطراف.. وهنا تبقى الكلمة هي الكلمة ذات المعاني المتعددة .. وعلى سبيل المثال ما هو متعارف عليه لغويا عند الجميع ان الكلمة.. كلمه او حسب ما يطلق عليها بأنها (بنت الشفه) باعتبارها خارجه من الشفاه الا ان النظر لمسميات الشارع القائم باختلاف لهجاتهم زياده او نقصان اوتمدد للحرف لا يمكن لها ان تندفع الى العالمية في التعاطي لسبب انها خليط متجانس غير متفق عليه بتداول الا مناطقيا ومحليا .. مما ظلت هذه الهجات متداوله مكانيا وغير ذي حظوة لمفهوم متداول واسع بالرغم من انتشارها وسعتها وذلك لتعدد لهجات ناشئة عرفا في التداول اليومي للكلمة وهي ايضا محببه لالبس فيها ..
اليوم نضع امام القارئ اللبيب.. شعراء من أهل المغرب كبار بالمعنى والحرف الفصيح وقامات شعرية لهم وطأ الكلمة واسلوب الحرف الرقراق ارجوا ان تنال اعجاب المتلقي اللبيب والشعراء معا…
هلموا بنا.. نتعرف على حرف اهل المغرب وما تسطر لنا الانامل من بوح وأبداع…
قصيدة الشاعر الكبير.. عبد الصمد تطوان/المغرب
قصيدة الشاعرة. .مليكة الجباري/ المغرب
قصيدة الشاعرة.. خديجة أبوعلي/المغرب
***
.أنفاس الشعر…. على الوافر
يَقولُ الْقَلْبُ
يَقولُ الْقَلْبُ : أَطْلِقْ لي سَراحِي
فَقَدْ هاجَتْ بِلا حَصْرٍ رِياحِي
وَ إِنّي .. لا أَبوحُ لَهُ و أَشْكُو
وَ كُلُّ النَّبْض .. هَبَّ بِلا جِماحِ
دُروبٌ .. في مِساحاتِ الْخَيالِ
وَ أَهْواءٌ … مُصَوَّبَةُ الرِّماحِ
أَقَلْباً … أَسْتَخيرُ لَهُ .. بِرَبِّي
يُناجي بِالْمَحَبَّةِ .. كُلَّ صاحِ
أَرى مُسْتَبْصِراً .. مِنْ نورِ قَلْبي
تَمامَ الْبَدْر .. ضاءَ عَلى الْبِطاحِ
وَ نُوري أَنْتِ .. في ظُلَمِ الَّليالي
وَ مِنْكِ جَمَعْت.. أَنْوارَ الصَّباحِ
وَ مِنْ هَواكِ قَدْ سُقْتُ الْقَوافي
وُ كُنْتِ الشِّعْرَ في تَعَبِي وَ رَاحِي
أَتَيْتُ إِلى هَواكِ .. كَما نَصيبِي
إِلى أَسْماءَ .. صادٍقَةِ الصَّلاحِ
أَشُمُّ نَسيمَها .. فَتَصيدُ قَلْبي
شِراكُ الْحُبِّ .. خافِيَةَ الصِّفاحِ
رَمَتْني .. مَنْ أَهيمُ بِها لِأُلْقي
زِمامَ الْقَلْبِ .. لِلْعِشْقِ الْمُبَاحِ
أَراكِ .. مِنَ الْخَيالِ عَلى الْمَرايا
أَراكِ مِنَ الْغُدُوِّ .. كَما رَواحِي
يَلوحُ ضِياؤُنا .. فَيَطيرُ وَجْدِي
عَلى سُحُبٍ قَدِ انْهَمَرَتْ نَواحِي
يَمُرُّ سَحابُها .. فَيَسيلُ دَمْعِي
بِلا خَدِّي .. إِذا انْسَكَبَتْ جِراحِي
غَواكِ الضَّوْءُ في الْعَتَماتِ يُغْري
وَ ذاكَ الضَّوْءُ مِنْ هَذِي النَّواحِي
سَأُرْقي في الْقَصيدِ عَناءَ وَجْدِي
لِيَزْهو .. رَقْصُ حَرْفي بِالْوِشاحِ
وَ أَبْنِي في الْحَبيبِ دِيارَ عُمْرِي
لِأَعْرُجَ .. في لَياليكِ الْمِلاحِ
لَقَدْ سَرِقَ الْهَوى انْتِظارَ عُمْري
وَ ما قَرُبَتْ لِنَبْضي عَيْنُ راحِ
عَشقْتُ صَدى الْأَسامِي فارِغاتٍ
وَ كَمْ كانَتْ أَيا صَحْبي .. تُلاحِي
وَ قُمْتُ .. لِكَيْ أَقولَ أَيا حَبيبِي
فَرَدَّتْنِي .. لَواعِجُ مِنْ صِياحِ
أَيا قَلْباً … أُخَبِّئُ فيهِ حُبّي
فَأُصْبِحُ قابِضا عُمْري وَ راحِي
أَيا شِعْراً .. أُصارِعُ فيهِ جِنِّي
أَنا الْمَسْكونُ .. مَجْنونُ الْجِماحِ
أَتى صَوْتي .. يُبارِكُ فيهِ رَبّي
وَ شِعْرٍ لا نَفادَ لَهُ .. سِلاحِي
سَأَمْضي في الْعَزيمَةِ مُسْتَميتاً
وَ أَدْعُو … كُلَّ ثَوْرٍ لِلنِّطاحِ
وَ نُطْقي .. سَيْفُ بَتّارٍ ، وَ رُمْحٌ
يُصيبُ الْهَبَّ .. بِالْحِقْدِ الْبَواحِ
وَ قَلْبي .. بَحْرُ آمال ، وَ مَرْجٌ
طَليقُ الرَّبْعِ … لِلَّهْوِ الْمُباحِ
وَ إِسْكاتُ الْهِجانِ .. عَلَيَّ دَيْنٌ
يُعيدُ شَكيمَةَ الْمُتُنِ الصِّحاحِ
وَ إيقاظُ الذُّهولِ .. عَلَيَّ فَرْضٌ
وَ قَدْ ساقُوا لَنا .. ضَادَ النُّباحِ
أَتَصْبو الْحَياةَ .. بِلَا اعْتِقادٍ
وَ تَدْعو الْكادِحينَ إِلى الْكِفاحِ
أَتانِي .. مَنْ دَعا شِعْري لِأَمْرٍ
يُراجِعُ .. كُلَّ أَصْلٍ مُسْتَباحِ
يَقولُ الْقَلْبُ ..أَطْلِقْ لي سَراحِي
فَقَدْ هاجَتْ بِلا حَصْرٍ رِياحِي
أَنا مُسْتَمْسِكٌ .. في عَزْمِ قَلْبي
لِأُلْقي سِيرَتي مِنْ كَفِّ راحِي
☆عبد الصمد الصغير. تطوان/المغرب
***
العصافير لاتحبو
مليكة الجباري /المغرب
لاتتوسدالغياب
الكف ممدودة
مثقلة بالسؤال
أمهلني أعلم الرياح
كيف تنشد صمتك
تفكك حزمة ضفائر العناد
من أجلك…..
البياض ينتفض على رسائلي
يقيد كبريائي
خلف أسوار الاشتياق.
خلف أسوار اللغة المغسولة
بماءالحلم المجنون
يبللني…
أتفجر أنشودة
ألا انهض…..!!!
كن كطيف النسيم .
أبعثر أشلاء
خجل المرايا فيك
أعلم النبض،
فتنة الإنتماء
أمضي…..
مغروسة في حقل الصبايا
أداعب الوجع
ليرحل في أسماء الليل
يدرب الضوء على الانتشار
إلى الغيمة العذراء أمضي…
كحالة الدهشة المتصاعدة
من أهازيج الورد
من أهازيج الذهول
المتسلح بالعشق
غربلتهاالأنثى
بغربال تشرين
في قلب الريح
على أقاليم الحياة
وزعتها…
هيا ….
انفجر أنشودة …
كن كطيف النسيم.
العصافير لاتحبو
تأذن للحب
في معابد عينيك
الصلاة تغريني
***
خديجه بو علي
المغرب
لحظات معراج
أذكرك
ما زلت هاهنا… أذكرك
صهوة ريح أنت… في غيهب التيه
موج شرود أنت عات… أعتليه
أذكرك
حاضرا في الغياب نفحة عطر
معزوفة نياط .. بزقزقة طير…
خميلة ظل في عز الصهد …
شلال عطر في هجيرة البُعد
أذكرك…
كلما اشتد قيظ الظهيرة
كلما فككتُ عقدة ضفيرة
كلما تعالى العواء
في الليالي القريرة
كلما تبدد نور الفجر
في أدغال الوحشات المريرة
هرعت … ركضت…
أتلمس أطيافك حولي كالضريرة
أذكرك …
عندما تدهسني الخيبات
وتسكنني الأنات
تنبت في حدقاتي مسامير انتكاسات
تصدأ مرآتي …تنتحب البسمات
أذكرك
تينع في أوردة السنين
كريات أحلام ترسمها الآهات
أذكرك
كلما لاحت رياح الكدر
وامتطى الهواء شراع سفينة … وابتدر
كلما انتعلت الدروب ضياع العمر
وارتطمت الأشواق بالصخر والجُدُر
أذكرك
أهرع إلى ركن قَصِيّ
حيث الرُّطَب تقارع مسغبة الحلم
حيث ظلال الصنوبر
تراقص سراب شمسي
والشلالات تذكي ولهي .. تنعش ظمئي
أذكرك
أنفاسك تعبق بها سراديب الخلجان
أطيافك تنير دهاليز النسيان
لك في النبض همس ذكرى
لك في بهو الروح شدو المنى
في العين تمثال حرية بلون الحياة ازدهى
في السمع حفيف أشجار …
خرير جداول تسقي الشريان
أذكرك
هل لي بجناحيك تحملاني
إلى مجاري اللقاء وبحر الآمال
إلى مروج تقتلع انتظارا طال
.تمطط … تمدد…
صفصافا من خَبال
هل لي بجناحيك تحملاني
إلى حيث سلسبيل أماني
توقد شرارة الحياة في عجاف سنوات خوالي
في جذوة قد صدئت من أساي .. من حسراتي
أذكرك
خذني … احملني إلى سدرة المشتهى
إلى أفق رحب في حافة المنتهى
إلى حرية تفك عن المعاصم القيد والوثن
حيث تسطع على جزيرة وهمي شمس الضحى