الرئيسية / آراء حرة / الصورة الفنية في بلاغة الامام علي (ع)

الصورة الفنية في بلاغة الامام علي (ع)

كتب : علي حسين الخباز ـ كربلاء ـ العراق

هي صور حسية استعارية ، وهي احتمال مفتوح على التعدد الوظيفي وامكانية جمالية لا حدود لنجياتها المظهرية واضماراتها الدلالية – كقوله عليه السلام وهو يتحدث عن السحب ( الهواء من تحتها فتيق والماء من فوقها دفيق ) والفتيق تعني المفتوق والدفيق المدفوق.

 وقد تكون الصورة صريحة أو قد تأتي ضمنية بين تعبيرين أو أكثر- بحيث تضفي على أحد التعابير أو مجموعة من التعبيرات لونا من العاطفة.

كقوله عليه السلام في الاستسقاء: (اللهم لقد انصاحت جبالنا واغبرت ارضنا وهامت دوابنا وتحيرت مرابضها وعجت عجيج الثكالى على أولادها )

فانصاحت تعني جفت أعالي بقولها ويبست من الجدب وليس من المناسب تفسير أنصاحت بانشقت الا ان يراد المبالغة في الحرارة التي اشتدت لتأخُر المطر حتى اتقد باطن الارض نارا وتنفست في الجبال فانشقت… ويكثف معناه التخييلي وليس معناه الحرفي دائما ويتم توجيهه ويعاد خلقه إلى حد ما من خلال ارتباطه أو تطابقه مع التعبيرات الاخرى…

مثل قوله عليه السلام ( اتقلقل تقلقل القدح في الجفير الفارغ وإنما أنا قطب الرحى تدور عليّ وانا بمكاني ، فاذا فارقته استمار مدارها واضطرب ثقالها ) والقدح بالكسر السهم قبل ان يرامش وينصل والجفيرالكنانة توضع فيها السهام- وإنما خص القدح لانه يكون أشد قلقلة من السهم المراش حيث ان حد الريش قد يمنعه القلقلة أو يخففها – واستمار تردد واضطراب الثقال- الحجر الأسفل من الرحى ما وفيت به الرحى من الأرض..

والصورة الفنية تزيد العمق التأثيري ويتجاوز حدود الاستعارة والتشبيه إلى التجسيد والتشخيص والوصف.. كقوله عليه السلام في أحد خطبه متحدثا عن الدهر في صور متتابعة ( أن الدهر موتر قوسه لا تخطي سهامه ولا توسي جراحه يرمي الحي بالموت والصحيح بالسقم والناجي بالعطب… آكل لا يشبع وشارب لا ينقع ) ومصطلح الصورة من المصطلحات النقدية الرافدة التي ليس لها جذور في النقد الأدبي العربي – وهناك فارق بين الصورة والبلاغة تسنى في خباياها حقائق شعرية ينأى بها الزخرف الشعري كقوله عليه السلام ( فمخضته مخض السقاء ) ومخضته حركته بشدة كما يمخض السقاء ما فيه من اللبن ليستخرج زبده والسقاء جلد السخلة يجذع فيكون وعاء اللبن والماء وعصفت به… الريح إذا عصفت بالفضاء الذي لا أجسام فيه كانت شديدة لعدم المانع وهذه الريح عصفت بهذا الماء ذلك العصف الذي يكون لها…

تنوع مهام الصورة الفنية في بنى تقريرية لا تحتوي تشبيها أو مجازاً وهناك صورا تشبيهية وهناك الرمز( الايقوني ) وتعني صورة تدل على صورة مادية بينها علاقة التشبيه والمجاز- كقوله عليه السلام في الشهادتين ( شهادتان تعقدان القول وترفعان العمل. لا يخف ميزان توضعان فيه ولا يثقل ميزان ترفعان به) وهناك صورة منه ترتكز على مفهوم الاستعارة – التي واكبت الاعتقاد إلى المجاز مثل قوله عليه السلام في إحدى خطبه وهو يتحدث عن الملائكة ( مضروبة بينهم وبين من دونهم حجب العزة واستار القدرة ) فنجد أن الصورة الفنية موجودة في التراث لكنها لم تشخص كآليات نقد خاصة * لذى يرى البعض ان لا صورة بعد التشبيه والمجاز .

شاهد أيضاً

العشق لك وحدك

شعر- منى فتحي حامد –  مصر يا مَن كان العشق لك وحدك حطمت شغف الروح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.