شعر : يحيى عبدالعظيم ـ العراق
يا ذاك الموغلُ في أهداب الشوك؛
أغثني
نورٌ وضبابٌ
في وحشة روحٍ أسيانةْ
إذ يمشي وسط الليل؛
ليبلغ فاهْ
فإذا ما قصَّتْ من أثرٍ
يتململُ في محض خَواءْ
هذا الإبريز الإفريزُ
المخضوضرُ في جفن الليلِ
الحالمِ بالملكوتِ وبالرهبوتْ
ما كان بأمر الخُلْدِ إذا خُلِّدْ
ما كان سوى بشرٍ
إن مات؛
انقلب السحرُ على الساحرْ
واقتات القلب من الساخرْ
آآآآهٍ
يا وجعَ القلبِ
أزيزَ الروحِ
زفيرَ الصمتِ
أنينَ الريحِ
إذا ما قام يراقب عصفَ الليلِ
وعزفَ النورِ
وسرَّ الصوتِ الساكنِ
في أعماق القِبلة
تلوَ القُبلةْ
ما ذاك الهاجسُ؟!.
إذ ينشقُّ النبضُ صريعًا
إذ تنثالُ الروحُ سريعًا
إلا أنْ قالَ:
هلمَّ، فجاءْ
وتسمَّرَ في الأهدابِ
تسوَّرَ ظلَّ المحرابِ
القابعِ في كهنوتِ الظلِّ
وفي ملكوت القهرِ
وعمقِ الذلَّةِ والمسكنةِ
على تهويمٍ أحمقَ
يهذي في غليان الصمتِ
ووهْجِ الصوتِ
حنينِ الجذعِ
إذا يبكي في سدرةِ روحي
العالقةِ، الخرساءِ، الصماءِ
وخلفَ المجداف الضاربِ
في عمقِ الآهةِ
كي ينجو؛
لكنْ
هيهات إذا ينجو
فالحارة عتمةْ
وعواءُ المقصلةِ/ الذئبِ
تراقصُ نورًا في البريَّةِ
تقضمه في جُنحِ الليلِ
وتمضغهُ،
وتلوكُ الأنفسَ والثمراتِ،
تحطِّمُ زهوَ الزهْراتِ
وتمضي
لا روح هنا
غيرَ أولئكَ
مقهورين، ومقموعين، ومطحونينْ
أنيابُ الغربةِ
إذ تهذي بصحارى الروحِ
تجفُّ الحنظلةُ السكرى
كأنينِ الأرملة الثكلى
وتراودُ سهمًا أسوانًا
بدموع القوسِ الرخوِ
بلا هدفٍ
وهزيمُ الليلِ إذا يدنو
من صوت الفجر الآتي
في ملكوت الوحشةِ
في رهبوتِ الوحدةِ
يسكرْ
يسخرُ من نارٍ ودخانْ
إذ سوَّى بين الصدفينِ
بلا جدوى
فانفجرت يأجوج ومأجوجُ
فسالت أوديةُ النشوةِ
تثَّاءبُ في عتَبَاتِ الألقِ الآتي
من خيط الصمت الأبيضِ
حتى خيط الصوت الأسودْ
إذ أخذتْ زخرفَها
يومَ الزينةِ
فانثالتْ حِقَبُ السحرةْ،
وأدار النجمُ طريقًا
نحوَ إلهِ الكونِ القادرْ،
وانفرطَ الضوءُ
يغرِّدُ في عتَماتِ البرزخِ؛
فجَّ النورُ من الظلماتْ.