الأضواء / خاص
تحتفلُ شركةُ غاز البصرة هذا العام بمرور سبعة أعوام على تأسيسها شركة عراقية رصينة تمكنتْ منذ نشأتها في عام 2013 من شقِّ طريقها نحو صناعة غازية راسخة في العراق. ومنذ ذلك الحين وكوادر شركة غاز البصرة تعمل دون توقف وعلى مدار الساعة على معالجة الغاز المصاحب المنتج من ثلاثة حقول نفطية عملاقة في الجنوب بعد أن كانت تلك الكميات من الغاز تُحرق وتلوث سماء البصرة. أصبحت الشركة اليوم مصدراً رئيسياً لتوفير الغـاز الجاف المستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية حيث يستفيد ما يقرب من 3.5 مليون منزل من الكهرباء المنتجة من الغاز المعالج في منشآتها كما توفر ما يقارب 80% من احتياجات العراق من غاز الـ LPG (غاز الطبخ). وفي عام 2016 حوّلت شركة غاز البصرة العراق من بلد مستورد إلى بلد مصدِّر للمنتجات الغازية من مكثفات وغاز مسال، مستعيدة موقع العراق في السوق العالمية. كل هذا يتم إنجازه من قبل موظفي شركة غاز البصرة متبعين أعلى معايير السلامة وأحدث التطبيقات العالمية في هذه الصناعة.
إنَّ شركة غاز البصرة مشروع مشترك مُدَّته 25 عاما، بين شركة غاز الجنوب العراقية التي تمتلك 51? من الأسهم وشركة شل التي لها 44? من الأسهم وشركة ميتسوبيشي بأسهم مقدارها 5?
وصلَ معدلُ الإنتاج السنوي لشركة غاز البصرة إلى حوالي 900 مقمق (مليوم قدم مكعب قياسي) في اليوم، وهذا يكفي لإنتاج حوالي 3.4 جيجا وات من الكهرباء لملايين المنازل في العراق بالإضافة إلى الصناعات الأخرى. وتقوم الشركة حاليا بجمع ما يقارب 60% من الغاز المتاح من جولة التراخيص الأولى لثلاثة حقول رئيسية هي: الزبير، والرميلة وغرب القرنة -1. وتعدُّ الشركةُ المركزَ الرئيسي لجمع ومعالجة الغاز في جنوب البلاد، ومع تطوير قدراتها التصديرية دعمت العراق في تنويع مصادر إيراداته من خلال تحويله إلى مصدِّرٍ لغاز البترول المسال والمكثفات، إذ قامت شركة غاز البصرة بتجهيز 65 شحنة من غاز البترول المسال والمكثفات التي بلغت 662 كيلو طن في سنة 2019.
تسعى شركة غاز البصرة بجهودٍ حثيثة إلى تطوير القدرة الإنتاجية في منشآتها بما يتماشى مع طموحها في استثمار أكبر قدر ممكن من الغاز المصاحب ومنعه من تلويث الأجواء العراقية وجعله قيمة اقتصادية تسهم في دعم اقتصاد البلاد.
ومنذ بدء عملياتها في 2013 حتى سنة 2019 تمكنت الشركة بشكل كبير من خفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري المتولدة من إنتاج النفط في حقول جولة التراخيص الأولى ومنعتْ 88 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون من دخول الغلاف الجوي، وهذا يعادل انبعاث مخلفات من 21 محطة طاقة تعمل بالفحم لمدة عام كامل.
إنَّ شركة غاز البصرة مثالٌ يُحتذى به في مبدأ حسن الجوار ودعم المجتمعات المحيطة، فقد أبعدتْ عدة مدارس كمدرسة الراحة والفرقان والشهيد وجدي وغيرها، عن مسارات أنابيب نقل الغاز من خلال نصب مدارس كرفانية نموذجية موقتة على نفقتها لحين استكمال تمليك الأراضي من قبل الجهات المعنية لإنشاء المدارس الدائمية التي تكفلت الشركة بإنشائها على نفقتها في أماكن أخرى بعيدة عن المخاطر، كما قامت بترميم وتأهيل مدارس أخرى كمدرسة الكاظمين.
وكان للشباب الباحثين عن فرص عمل حصة من اهتمام شركة غاز البصرة حيث بادرت إلى إطلاق برنامجي خطوة-1 وخطوة-2 للتدريب المهني لتدريب الشباب الباحثين عن فرص عمل. وأقامت بعده معرضا للوظائف سعيا منها لتسويق تلك الطاقات الشبابية الفاعلة ومنحهم فرصة للتواصل مع المتعاقدين مع شركة غاز البصرة، حيث استطاع حوالي 45% من هؤلاء الشباب الخريجين ايجاد فرص عمل في البصرة.
كما كان للشركة دورٌ مهمٌّ في دعم المبادرات التي تطلقها مؤسسات المجتمع المدني، حيث قامت بالتعاون مع مؤسسة عَمَار الدولية بالتنسيق مع مديرية تربية البصرة بإقامة برامج تأهيلية وتعليمية في مجال التربية والتعليم. وكان لتعاونها مع منظمة لوتس الثقافية النسوية دور بارز في دعم برنامج تمكين المرأة وإقامة دورات تدريبية للسيدات في البصرة في مختلف المجالات.
وقد دأبت الشركة سنويا مع حلول شهر رمضان الكريم على توزيع مئات السِّلال الرمضانية على العوائل البصرية المتعففة كان آخرها هذا العام بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر العراقية.
وحين عانت البصرة من تلوّث المياه عام 2018 بادرت الشركة بإعادة تأهيل محطة ضخ مياه (محيلة سيحان)، حيث قامت شركة غاز البصرة مطلع عام 2019 بافتتاح المحطة التي تم تنفيذها بمعايير عالمية لتغذي قضاء أبي الخصيب في البصرة بالمياه، وقد تم إنجاز هذه المبادرة بتعاون ودعم من مديرية ماء البصرة.
وفي إطار مبادراتها المجتمعية الساعية إلى تحسين الواقع الصحي في مدينة البصرة قدمت شركة غاز البصرة معونات طبية وعلاجية لمستشفى الطفل في البصرة لأكثر من مرة، كما أطلقت مؤخرا مبادرتها (من أجل بصرتنا) بالتزامن مع حلول جائحة كورونا حيث قامت بتوفير المواد الصحية والوقائية لمستشفى البصرة التعليمي وقسم صحة الزبير ومديرية بلدية البصرة.
وفي الآونة الأخيرة أطلقت شركة غاز البصرة (الحوارات الصحية) وهي مبادرة أخرى تندرج في إطار برنامج “من أجل بصرتنا”. وترمي هذه المبادرة إلى دعم اتصال الدوائر الطبية في البصرة بالخبراء الدوليين ومناقشة أفضل الممارسات لإدارة ملف وباء كورونا المستجد. وفي أول مشاركة قدمتها شركة غاز البصرة ناقش الأطباء العلاج التجريبي “العلاج ببلازما النقاهة” و كل الجوانب المتعلقة باختيار المصاب و الجرعة ونتائج قياس الأجسام المضادة.
إنَّ من أولويات شركة غاز البصرة دعم وتنمية الصناعة النفطية المحلية في العراق ومن هذا المنطلق كان 100% من مقاولي (البناء) المتعاقدين مع الشركة هم من الشركات المحلية التي توظف أكثر من 2000 عامل عراقي.
ومنذ عام 2013 وحتى عام 2019 تم ضخ أكثر من 2 مليار دولار في الاقتصاد العراقي من خلال الرواتب والعقود والتعامل مع الموردين.
وبمناسبة مرور سبعة أعوام على انطلاق شركة غاز البصرة، صرَّح السيد علي طالب مدير هيئة الصيانة في الشركة قائلاً: “سبع سنوات من الإنجازات في شركة غاز البصرة تعني المساهمة الفاعلة في بناء البلد ونجاح الشركة في إدارة المشاريع بعد تحديد الأولويات وكذلك تنمية القدرات البشرية لتعظيم الاستفادة منها على الرغم من التحديات الموجودة على أرض الواقع”.
كما كان للسيد ماجد الشواف مدير هيئة الإنتاج في الشركة تصريح بهذه المناسبة جاء فيه: “يسرني جدا أن أرى إنتاج شركة غاز البصرة يقفز من 400 إلى 900 مقمق في وقت قياسي على الرغم من كل التحديات والظروف، لقد انخفضت الحوادث بشكل كبير بفضل سياسات السلامة المتبعة في الشركة، وآلية الإبلاغ عن الحوادث، كما أننا نسعى جاهدين لتوفير أفضل المعدات لإتمام المشاريع وإعادة التأهيل، ولا ننسى دور الشركة في توفير الفرص المناسبة لتدريب كوادرها وتطوير مهاراتهم”.
وبهذه المناسبة تتوجَّهُ إدارة شركة غاز البصرة بخالص شكرها وتقديرها لوزارة النفط والشركاء و لكوادرها الذين لولاهم لما أصبحتْ تلك الطموحاتُ حقيقة ناصعة على أرض الواقع، ولما استطاعت أن تسابق الزمن وتصارع التحديات لتقدم ما فيه الخير لعراقنا العزيز.