الرئيسية / الثقافية / الرجل الفانوس

الرجل الفانوس

في رثاء الراحل : فهد محسن فرحان

شعر : كاظم الايذ ـ العراق ـ البصرة

 

لا فزّاعةَ في حديقةِ بيتكَ ..

لأنّـك لا تريد أن تخدشَ أحداً ,

حتى ولو كان عصفوراً من العصافير .

***

الكتاب الذي استعرتُه منكَ :

(مذكرات عزيز الحاج )

حملتُه معي

ومكثتُ أمام مبنى الاتحاد طويلاً

أنتظرُ قدومك لأعيده اليكَ

ولكنك لم تأتِ ..

***

المنفوخونَ ذوو البدلات اللمّاعة

الذين يحملون في أيديهم دائماً عصا التبخْتُر ,

لا يحبونك ..

لأنّكَ أنزلتَ كرسيَّ الأستاذيةِ

من برجهِ العاجي

ووضعته بين الناس

وأبحْتَهُ للعامةِ , مثلَ ماء السبيل .

***

على باب المستشفى

رأيتُ رهطاً من الناس

بأزياء مختلفة وأعمارٍ متفاوتة

كان من بينهم الحسن البصري

وابن سيرين

وابن قتيبة

والتوحيدي صاحب ” الإمتاع والمؤانسة “

والحريري , كاتب المقامات

وابن الجوزي , ومالك بن دينار

والقتيلان : صالح بن عبدالقدوس

ومحمود البريكان

جاؤوا جميعاً ليصحبوك الى البيت ..

ولكنكَ أعدتهم الى بيوتهم خائبين .

***

الشبّانُ الذين كنت تُمسك لهم الفانوس

بيدك الوحيدة ,

حتى تجنّبَهم العثرات

وتتوغل بهم في أعماق المناجم …

يقفون الآن بقراطيسهم ينتظرونكَ

مثلَ الأيتام في مأدبة اللئام .

***

في اليوم الذي حملوك على ظهر السيارة

وانطلقوا بك بعيداً

عن ( وادي السباع )

صارت ألسنةُ النيرانِ العملاقة في سماء ” الزبير”

تلك التي تنبعث من اعماق الرمال ليل نهار مضيئة الصحراء

صارت لا تُطلق الاّ كُتلاً خانقةً من الدخان.

***

نحن الذين نعملُ بالنيّاتِ

حاملينَ معنا نُسخاً من قلبك السماويّ

لا يهمنا ان تكون لك قاعة تحمل اسمك

أو مهرجانٌ يخلّد شخصَك ..

نريد فقط أنْ نتذكّرك

ونبتسم لك

ونسلم عليك

كلّما دخلنا قاعةَ ” الاتحاد “

ونظرنا الى المكان الذي كنت تجلسُ فيه .

شاهد أيضاً

قـراءة فـي روايـة فـرانكشتاين  في بغـداد )) للروائي احمـد سـعـداوي

كتب : جمـال  عـابـد فتـاح ـ العراق هذه الرواية من طباعة منشورات الجمل / بيروت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.