الأضواء / هولندا / عبدالعظيم حالوب
ترددت في الاونة الاخيرة خبر الاتفاقية الدوائية التي ضمت كل هولندا والمانيا وايطاليا وفرنسا مع ادارة مجموعة استرازنكا للادوية لاستحصال اول دفعة انتاج للقاح الكوفيد 19 والتي قد تترواح ما بين 300 الى 400 مليون جرعة. لتضمن هذه الدول الاربعة الاولوية في استحصال هذا اللقاح المؤمل انتاجه اواخر العام الحالي ما يتوجب عليها بالمقابل الاشتراك في استثمار تصنيعه وانتاجه فيما بعد, ما يعد مشروع يدر على الجهات المستثمرة فوائد ربحية قد تعوض ما تكبدته من خسائر طيلة الاشهر الماضية جراء تفشي الفايروس في دولها حيث يشمل الاستثمار انتاج اللقاح وتوزيعه في كل العالم. كل هذه المؤشرات تدل على ان اللقاح في مرحلته الاخيرة من التصنيع على نقيض مما قد تتداول مسبقا من جهات استثمارية طبية اخرى حول اقترابها التوصل الى انتاج اللقاح المرتقب لتظهر فيما بعد انها اخبار مبركة يكمن وراءها دواع سياسية واقتصادية.
وياتي هذا التعاقد على خلفية اتفاقية الترخيص الذي ابرمتها الشركة المذكورة مع جامعة اكسفورد المصنع الفعلي للقاح بقيمة 130 مليون جنيه استرليني لتلقيح نصف المملكة المتحدة . وبهذا تكون المملكة المتحدة هي اول من يتعاطى سكانها هذا اللقاح.
.
برلمانات الدول الاربع تؤكد خبر اللقاح
لم يكن تلقي خبر التوصل لللقاح المضاد لكوفيد 19 هو الاول منذ تفشي الجائحة بين ارجاء الاتحاد الاوربي حيث سبق وان تناقلت وسائل الاعلام الاوربية اخبارا مماثلة ليتبين عدم صحتها فيما بعد ما حدا باغلبية مواطني دول اوربا بعدم الاخذ بجدية مع هذا الخبر ما دفع ببرلمانات الدول الاربعة الموقعة في اتفاقية اللقاح هذه المرة بتداول لوائح العقود المبرمة مع الشركة المصنعة للمضاد اثناء جلساتها الدورية وبث بعضها على مراى الناس.
سرية اللقاح تحرج منظمة الصحة
وياتي خبر التوصل للقاح الكوفيد19 مفاجئا للعالم و لمنظمة الصحة العالمية نفسها فلم يمضي اسبوعان على تصريح للمنظمة تدحض امكانية التوصل للقاح قبل الربع الاول من العام القادم2021 وفي تصريح له رئيس المنظمة تيدروس ادهانوم ان تطوير اللقاح قد يحتاج الى عام ونصف. لياتي هذا الخبر مكملا لحملات التشهير بالمنظمة في عدم المصداقية والشفافية التي تنتهجها في الاونة الاخيرة حيث سبق وان اشار ادهانوم في مؤتمرصحفي ان الفايروس يقل نشاطه في درجات حرارة مابين 25 الى-30 درجة مئوية ما تبين عدم صحتة المعلومة بعدما تفشى الفايروس في مناطق تجاوزت درجاتها 40 درجة مئوية.
.
ماذا لو لم يعمل اللقاح؟
فيما يفرض المنطق ان لا مدعاة للتشاؤم يدعونا من جانب اخر عدم التشبث بالتفاؤل المفرط حيث تشير الدراسات ان ليس جميع اللقاحات كتب لها النجاح هذا ما اثاره مؤخرا الباحث الامريكي جيف وايز مشيرا ان تاريخ اللقاحات البشري لا يدل بالمجل على النجاحات وان كتب للكثير منها النجاح , داعيا جميع الحكومات والمراكز الطبية والبحثية والاكاديمية والقطاع الخاص ان يجتمعوا بشكل جمعي من اجل العمل على ايجاد اللقاح المضاد لكوفيد 19 ان لم يستجد لقاح في الوقت الحاضر. وكشف وايز ان ما دفعه للتشاؤم ازاء التوصل الى لقاح على الامد القريب ان هذا الفايروس غير تقليدي على حد تعبيره وهذا ما اشارت اليه الدراسة الصينية التي اجريت على عدد من المصابين و قد كشفت الفحوصات عن تناقص في الاجسام المضادة او عدم تواجدها اصلا في اجسام قد تماثلت الى الشفاء وعلى الطرف النقيض اصابة حالات اخرى بالفايروس بعد تماثلهم الى الشفاء ما يخلق حلقة مفرغة يصعب الوصول الى نهايتها.
ويتواصل تنافس البحث العلمي من جهة والتصريحات الاعلامية والسياسية من جهة اخرى فيما تتزايد الوفيات هنا وهناك وتتسابق ارقام الاصابات في دول متقدمة واخرى متخلفة على حد سواء وخريف لا يفصلنا عنه سوى بضعة اسابيع , ودول عظمى تتبادل الاتهامات واقتصادات تنهار وامبراطويات تجارية تتهاوى, احداث متتالية متلاحقة تنسج في محياها صورة صراع البقاء .