الرئيسية / الثقافية / حياة يقودها عقلك أفضل بكثير من حياة يقودها كلام الناس ( مهاتما غاندي )

حياة يقودها عقلك أفضل بكثير من حياة يقودها كلام الناس ( مهاتما غاندي )

كتبت : ايمان كاظم ـ العراق 

(1)

رفيف امرأة اربعينية تملك وجها حزينا وملامح لم ترى الفرح منذ وقت طويل ربما تكون قد اعتادت على الامر من دون ان تشعر… قلما تشاهد وهي تضحك فقد اعتادت الحزن وأصبح واقع صريح تتعايش معه كل ايامها …

لديها زوج وولدين أحداهما في الثالثة عشر والاخر بعمر تسع سنوات

زوجها يعمل في المشفى بدوام جزئي غالبا كان يأخذ الكثير من الاجازات

فيقضيها بالسفر او النوم او السهر مع الاصدقاء

وكان هذا شأنه دائما اما منزله وعائلته فالشخص المسؤول عن ذلك هو زوجته… كانت تقوم بكل شيء… لكن الغريب انها لم تكن تنتبه لذلك.

(2)

رفيف كانت تملك وظيفة هي الاخرى وحياتها مزدحمة جدا بالمسؤوليات

والاعباء فهناك العمل والتسوق وترتيب المنزل والطهو والعناية بالأولاد

فهي تقوم بكل شيء

  كانت متعبة لدرجة الخدر مع ذلك شعرت ان هذا واجبها لكن في العمق كان هناك شعور بالألم والمهانة والى جانب هذا احساسها بأن هذا واجب كل امرأة او هكذا كانت تعتقد.

 أيضا الخوف من كلام الآخرين كان عائقا لا يسمح لها ان تفكر بشكل

مغاير …والحقيقة هي انها لم تكن تحب ذاتها في العمق وتشعر انه

يجب عليها أن تعاني في الحياة كثيرا لأنها لم تعرف غير ذلك.

(3)

لم تحب الكتب والقراءة يوما ومعلوماتها كانت سطحية حول كل شئ مع انها كانت تقابل شخصيات مختلفة في العمل لكنها لكم تعتقد انها يجب ان تغير شيء من حياتها فحياتها روتينية مملة ومليئة بالصعوبات كان عقلها مشوش وهو عبارة عن صندوق صغير لم تحاول يوما ان تكسر جدرانه وترا ما وراء ذلك فكان الزوج والاولاد والمنزل (محور حياتها)

ليس هناك هوايات او اصدقاء تخرج معهم …

كانت السعادة بالنسبة لها كلمة تسمعها بين الحين والاخر لكن تعتبرها في النهاية مجرد خرافة!!

فكل يوم تتوق فيه ان يكون أفضل من السابق لكن لم يكن هذا ما يجري على ارض الواقع…

كان الزوج من النوع النرجسي الذي يشعرها بالذنب ويبقيها في قبضته ودوره الرئيسي هو الاهتمام بنفسه وطلباته وكان يقنعها بأن هذا هو الامر الطبيعي وبأنها لا يجوز لها ان تطلب وقت لنفسها او بعض الراحة….

لان هذا واجبها بالتأكيد وكانت مقتنعة بذلك

اما داخل عائلتها فكان ترتيبها الاخت الكبرى وكانت تحظى بالحب والتقدير من قبل الجميع لكن على الرغم من ذلك كانت العائلة تحاول المساعدة إذا أحسوا ان رفيف متعبة او في حالة حصول مشكلة لكن هذه الاخيرة كانت تشكرهم وتخبرهم ان الامر خاص ولا ترغب بتدخل ايآ كان

وكان هذا أحد أسباب تراكم المشاكل في حياتها الزوجية

(4)

لدى رفيف صبييين أكبرهما صفاء ذو الثالثة عشر عاما والاخر سمير يبلغ تسع سنوات وكانت العلاقة بين الولدين وابويهما متوترة

صفاء الابن الاكبر كان دائما يشعر انه لا ينتمي لهذه العائلة وانه سيغادرها قريبا لتحقيق امرين أحدهما والاهم تحقيق طموحاته فهو يحب الملاكمة ويتدرب في نادي محلي… كان يقول دائما هذه العائلة مفككه ومصيرها مجهول لا اريد البقاء معهم…

 فهو يرى أمه انسانه محطمة وعلى وشك الانهيار اما والده فكان قليلا ما يتبادل معه الحديث ولايعتبره والد حقيقي كان يحمل بداخله مزيج من مشاعر الحقد والظلم تجاه هذا الوالد …ففي بعض المرات حصلت بينهم مشاجرة كبيرة خاصة إذا اكتشف الابن مغامرة عاطفية جديدة للأب المراهق

لم يشعر تجاه والده ألابالحقد اما مشاعره تجاه والدته فكانت الشفقة أكثر من الاحترام كان يفكر بالوقت الذي سيترك فيه هؤلاء ويرحل بعيدا ليحقق احلامه وينسى كل ألم عاناه مع والدين مهملين لا يعرف لم أنجبوهم هو اخوه الى هذه الحياة…

اما من ناحية الأهل والاصدقاء فكان اغلب معارف رفيف وزوجها يعرفون مدى سوء العلاقة بينهم وان حياتهم تسير نحو النهاية ولم يكن أحد هذين الزوجين يبالي كانا مرغمين على بعضهما وهما يعلمان بذلك

في أحد الايام تلقت رفيف دعوى لحضور حفل من احدى قريباتها

وكانت قد هيأت نفسها للحفل بأبسط الاشياء فلم تكن ممن يتبعن الموضة فتأنقت بشكل عادي ارتدت فستان لم يكن بالحديث او القديم حسب تصنيف الموضة حاليا وسرحت شعرها ثم استخدمت بعض الميك اب وقطعة من الاكسسوار حاولت ان تظهر بشكل انيق نوعا ما

 ترددت في الذهاب لان عقلها كان مشوش بالأفكار.

فكرت في زوجها الاناني ربما سيعترض او ربما تبع الحفل توبيخ إذا ذهبت وهو غاضب ربما ستحصل مشاجرة بينهما!!

هكذا تصورت لكن في النهاية قررت الذهاب كان سيارة الاجرة تنتظر امام الباب وكان الزوج قد خرج والاولاد يجلسون امام اجهزة الايباد

ودعتهم وانطلقت ناوية ان تخرج بعض الوقت من روتين المنزل والعمل

وصلت متأخرة قليلا كان الجميع قد حضر فحيتهم بابتسامة عريضة وجلست مع بعض معارفها من الفتيات اللاتي لم تراهن من زمن

(5) 

وبعض الصديقات فكانت سعيدة بلقائهم مرة اخرى

جلسن معا يتبادلن الأحاديث عن بعضهن البعض ولكن الجميع انتبهوا الى ان رفيف تبدو مرهقة وملامحها متعبة ووزنها الزائد سألها الفتيات لماذا اصبحت تبدو أكبر من سنها هل لديها مشكلة ما!!!

وكانت رفيف قد حضرت ردا جاهزا ” من منا لم يتأثر بوقع حياتنا السريعة التي نعيشها اليوم “

كان الرد مصحوب بابتسامة ساخرة وباردة

ثم حاولت ان تدير الأحاديث بنفسها حتى لا تبقى مركزة على مشكلاتها وشكلها الخارجي الذي تغير

اكملت الحفلة وعادت مستاءة توجهت سريعا الى غرفة نومها وحولت نظرها الى المرآة مباشرة كأنها لم تشاهد ملامحها منذ مدة طويلة

حدقت بالمرآة كان هناك خطوط تجاعيد حول العينين كان وجها شاحبا عبوسا ثم هناك الوزن الزائد اه كم اهملت نفسي حتى نسيتها!!!

تحدثت بحسرة الى نفسها.

فهي منذ سنوات كانت تعيش بروتين واحد ولم تتوقف للحظة فكانت دائما تؤجل كل شئ حتى موضوع صحتها وتعرف ان جميع مرافق حياتها تحتاج الى اعادة تأهيل فكان احساسها يقول أما ان تعيدي ترتيب كل شيء

او ان الماء يسري من تحت قدميك

لا مجال للتأجيل

الحياة سريعة لا تنتظر أحد.

في صباح أحد الايام استيقظت رفيف متأخرة بعض الوقت حضرت فطورا سريعا وارتدت ثيابها وغادرت متوجهة الى العمل فهي تحب عملها كثيرا فهو المكان الذي تشعر فيه بأهميتها واحترامها لذاتها كان الجميع يحبها ويحترمها فهي كالأخت تعامل الجميع بأخوية وتعاطف ولديها صداقات مع الجميع وكانت تجمع الاخرين من حولها بمرحها واسلوبها اللطيف وتبتسم للجميع مع انها فقدت هذه الابتسامة في الفترة الاخيرة وغلب عليها الحزن بسبب التفكير المستمر بمشاكل اسرتها وخوفها من انهيار الزواج بأي لحظة …

(6)

لم تكن رفيف شخصية تحب المواجهة كانت تخشى الطلاق بشكل مرعب رغم ان العلاقة بينهما متدهورة ولم تكن من النوع الذي يأخذ بالنصائح

سواء كانت النصيحة من صديق او من العائلة

وكان الجميع يخبرها بالأمر نفسه وهو اما ان يصلحان حياتها او يفترقا

بهدوء لكن تهربها وصمتها لن يحل شيء.

زوج رفيف كان يخبر عائلته بان سيهجرهم يوما وكان هذا الامر يجعل زوجته تتمسك به وهو بهذا يرضي غروره

ويزداد سوء في تعامله معها فمرة يعاملها ببرود ومرة بقسوة او لامبالاة

وكانت هي الضحية وتحاول ان ترضيه بأي طريقة من دون وعي منها.

الزواج يشبه المؤسسة او الشركة فيها شريكين وهناك واجبات وحقوق لكل منهما فاذا أخل أحد الطرفين بالشروط يخرج الاخر من الشراكة بعد ان يأخذ حقوقه كاملة…

وفي بعض الاحيان يضل الانسان يدور في دائرة مغلقه ويعيش تعاسة لا توصف ولا يتوقع انه يمكن ان يتغير شيء مما حوله.

لكن هذا هو ما يسمى بوهم العقل فكثيرآ ما يخدع العقل الانسان بتراكمات السلبية وتشاؤمه الا محدود ويغلق عليه أي باب لاحتمال اخر.

رفيف كانت من النوع الذي تغلب عليه السلبية والتشاؤم وهي تعرف مشكلتها لكن لا تعرف كيف تخرج منها فاستسلمت لتلك الافكار والمشاعر…

(7) 

 في أحد الايام اتصلت شقيقة رفيف واخبرتها عن صديقتها التي عادت من خارج البلاد وهي الان في المدينة تسأل عن رفيف وتريد ان تلتقي بها

صرخت رفيف بفرح واخذت رقم هاتفها وعلى الفور اتصلت بها ودعتها تناول الطعام في بيتها

هذه الصديقة تدعى لين

كانت لين صديقة لرفيف منذ ايام الدراسة الاعدادية لكن الزواج والسفر باعد بين الصديقتين وها هو القدر يجمع بينهما الان

جاء اليوم الموعود وحضرت لين لرؤية صديقتها التي تحب وبعد تناول الطعام جلست الصديقتان لشرب القهوة.

كانت لين شابة في الثلاثينات من العمر لكنها تبدو أصغر سنا وتملك شخصية متحررة ومثقفة بشكل ملفت

وكانت هذه الاخيرة قد لاحظت ان رفيف متعبة وأنها تعاني شيئا ما لكنها

أجلت الحديث مع صديقتها للوقت الذي ينفردان معآ

بدأت لين في الحديث فقالت لم أشئ التكلم امام الاطفال لكنك تبدين مرهقة وحزينة ارجوك أخبريني؟

ترددت لبرهة وخشيت ان تكون ضيفتها قد سمعت شيء سيء ثما ردت في استعجال.

ماذا تقصدين؟

قالت لين رفيف كلميني في صراحة أختين منذ زمن

الا تتذكرين وعودنا واسرارنا لقد كنا نتبادل كل شيء احلامنا ومغامراتنا.

صحيح أن الحياة فرقت بنا لكن ما بيننا لم يتغير يا حبيبتي

رفيف: نعم لم يتغير انا جدآ مسرورة للقائك لكني متألمة يا لين

لين: حسنآ عزيزتي تكلمي وقد اعتدلت لين في جلستها وتركت فنجانها لتكون أكثر تركيزا مع صديقتها.

(8)

رفيف كانت تثق بلين كثيرآ لأنها هذه الاخيرة حاصلة على شهادات عدة

وكانت على اطلاع على المشاكل الاسرية والعلاقات بشكل عام بحكم دراستها وتخصصها في علم النفس فكان الجميع يطلب مشورتها ورأيها وكانت تحب مساعدة الاخرين ولا تبخل عليهم إذا طلب أحدهم مساعدتها لكن حان اليوم الذي تساعد صديقتها المقربة الى قلبها سيكون هذا الامر من اهم الامور التي تتوق الى القيام بها

تكلمت رفيف فقالت لا اعرف من أين ابدأ أن حياتي تنهار.

زوجي لا يكلمني انا أدبر كل أمور المنزل اولادي لا يفهمونني

ماذا افعل؟

قالت لين: لنبدأ بالترتيب لا يمكن أن نحل شيء بهذه العشوائية والفوضى

أولا: صفي لي العلاقة بينكم كيف هي؟

تحدثت رفيف بقلق: زوجي لا يكترث لأمري ولا للأولاد دائمآ ينشغل بأمور تخصه ويخرج مع اصدقائه ويقضي كل سهرة معهم ويعود لينام فقط فيكون متعب لا يمكن التحدث معه.

او يسافر بدون نية مسبقة ويخبرني انه مسافر بعد ان يصل اشعر.

ان هذه العائلة هي مسؤوليتي وحدي انا من يتحمل كل شيء وعلى أن أصلح كل شيء وأتقبل أي شيء.

من يقوم بالأنفاق على مصاريف المنزل والاطفال؟

ردت رفيف: أنا بالتأكيد لكن.

اضافة بحزن لا اعرف لماذا اقوم بذلك وهذه مسؤوليته هو ليست مسؤوليتي

انه يساهم بمبلغ صغير من المال وانا على ان اتولى باقي الامور

حسنآ ماذا بعد قالت لين؟

أنه لا يهتم بالأولاد ويعاملهم بقساوة حتى صار الاولاد يتجنبونه ولا يكلمونه الا نادرآ في الفترة الاخيرة فهو لا يعطيهم شيء من وقته ولا يهتم بي حتى وان كنت متعبه او مرهقة

أنه لا يكلف نفسه عبء السؤال؟

وهو يغيب كثيرا عن المنزل. ساعديني ماذا افعل؟ أشعر انني انهار

اختنقت بدموع سخية وصمتت شهقت لين بحزن وقامت من مقعدها فأحتضنت رفيف وحاولت تهدئتها

قالت لين: تمالكي نفسك ارجوك سنفكر بحل معا وسنجد حلا.

لكن اولا يجب ان تعرفي امرا

حدقت رفيف بانتباه شديد تابعت لين

غالبا هناك علاقة او أكثر

والمطلوب منك الان هو التالي:

اخبريه انكم يجب ان تتحدثوا في موضوع ضروري يخص الاسرة ولا يمكن تأجيل ذلك.

ثم واجهيه بأنك تعرفين عن علاقاته لكن يجب ان يكون لديك دليل واحد على الاقل

وليكن اسلوبك حاسم وأخبريه انه إذا لم تضعا حلول جذرية للمشاكل بينكم ومن ضمنها الانفاق وتحمل المسؤوليات ومراعاة الطرف الاخر ومشاعره

اذن فأن الاستمرار مستحيل.

كانت رفيف تنصت بقلق وخوف شديد

قالت في نفسها:         

ياآلهي لين تتحدث عن النهاية بشكل كأنه شيء ممكن وسهل

آه لا أستطيع التفكير بالأمر حتى!!

(9)

ففكرة ان تعيش وحدها فكرة مخيفة تجلب لها الرعب والحقيقة انها كانت تعاني من عقدة نقص من ان تكون وحيدة فكان لابد من وجود شخص في حياتها أب او أم أو زوج تستمد طاقتها منه

فهي في مستوى تفكيرها ذاك لايمكن ان تعيش مع نفسها

انها تخاف ذلك وتشعر بالضياع في حال اختفى أحد الاشخاص

من حولها وهذا موضوع يعود للطفولة بالتأكيد هذا ماجعلها حائرة بين امرين أحدهما أشد من الأخر.

مرت ايام وليلي ورفيف تبكي وتفكر ذبلت ابتسامتها

واصبحت شاردة طيلة الوقت حتى انها اصبحت باردة مع اولادها

لم تعد تهتم لشيء او لأمر ما.

استمرت بهذا الشكل لعدة أشهر لكنها خلال ذلك اكتشفت عدة خيانات

وواجهت زوجها لكن في كل مرة كان ينكر بشدة واصبحت العلاقة بينهم حادة.

كما اصبحت لا تهتم كثيرا بحضوره او غيابه بل العكس كانت في هذه المرحلة من التعب والالم تصقلها لتكون اقوى الحياة كانت تسير روتينية

ولم تعد فكرة عدم وجود الزوج مخيفة …

في أحد المرات وكالعادة كان الزوج يحدد وقت زيارة رفيف لأهلها باقتراح مسبق وكانت تستعد للذهاب هي والاطفال وبعد ان حملت اغراضها الى سيارة التاكسي المنتظرة امام باب المنزل صعد الجميع وكانت هي تهم بالمغادرة لكن شيئا استوقفها فعادت الى داخل المنزل

ولم يكن في البيت سوى زوجها الذي كان يستلقي بهدوء على فراشه

ويقوم باتصالاته بعد ان هدأ المكان فهو دائما كان يفضل البقاء وحده عندما تغادر عائلته ليسترخي قليلا شيء ما جذب رفيف الى غرفة النوم وكان هو يعتقد انهم غادروا فتسللت بهدوء تام ووقف خلف الباب لتسمع  

ما كانت تتوقعه وتخاف منه.

نعم انه يحب اخرى هاهو يغازلها بكلام الحب ويواعدها كان الكلام صدمة

لرفيف التي طوال سنوات زواجها لم تسمع مثل هذا الكلام

فكان مؤلم جدا بالنسبة لها سقطت دمعة شعرت بحرقة من الداخل احست بالغدر وان وجودها لا معنى له وهذه هي النهاية حان وقت المواجهة الان وليس اي وقت اخر تقدمت خطوة واحدة ودخلت الغرفة نطقت عبارة:

(طلقني لا اريد الاستمرار معك)

في هذه اللحظة انتصرت لذاتها وشعرت انها بمنتهى القوة لأول مرة أحبت نفسها لدرجة انها فكرت بنفسها وبقيمة مشاعرها المجروحة… مر عام من الوقت كانت رفيف قد استعادت حياتها ونشاطها واتفقت مع زوجها السابق ان الاولاد يعيشون بينهم حسب اوقات محددة …حصلت على ترفيع في عملها وتخطط الان لإكمال دراستها وهي بحالة جيدة اصبحت تعطي نصائح للفتيات حديثات الزواج وتسخر من نفسها عندما تتذكر ضعفها وخوفها الغير مبرر… فهي الان هزمت الوحش بداخلها واعتادت العيش وحدها وتخلصت منه احست بقيمة الحياة وان الانسان لديه عمر محدود وهذا لن يتكرر واهم درس فهمته هو ان الحياة لا تعطي دروس مجانية لاحد.

 

رسومات : صبري المالكي

شاهد أيضاً

قـراءة فـي روايـة فـرانكشتاين  في بغـداد )) للروائي احمـد سـعـداوي

كتب : جمـال  عـابـد فتـاح ـ العراق هذه الرواية من طباعة منشورات الجمل / بيروت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.